شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
معدلته والتراخي في سنته ولن تجد لسنة الله تبديلا يا من هو لمن اطاعه حبيب لان المطيع علمه وارادته ومشيته وقدرته وافعاله متلاشية في صفة المطاع وفعله ولم يبق لنفسه شيئا من ذلك فمطاعه أحب لنفسه من نفسه وآثر عنده فلا حبيب له الا هو يا من هو إلى من أحبه قريب لان المحبة تخرج نقوش الأغيار عن قلب المحب شيئا فشيئا ويقصر نظر المحب على وجه المحبوب لحظة فلحظة حتى ينسى الأغيار بل نفسه عن نفسه ويفنى المحب في المحبوب يا من هو بمن استحفظه رقيب وكيف لا يكون بمن استحفظه رقيبا وهو رقيب كل شئ ورقيب من لم يستحفظه ممن الكفار والفجار كما قال تعالى حكاية عن عيني وكنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد وقال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يا من هو بمن رجاه كريم يا من هو بمن عصاه حليم يا من هو في عظمته رحيم يا من هو في حكمته عظيم يا من هو في احسانه قديم يا من هو بمن اراده عليم سبحانك الخ اللهم إني أسئلك باسمك يا مسبب للأسباب بجعل بسيط لا بجعل مؤلف يا مرغب للراغبين إليه بواردات من عنده على قلوبهم وتجليات على أفئدتهم من محبوبهم وتأينسات لهم بمجلس الانس والوصول وتسديدات إياهم للطلب والوغول بل هو مرغب الكل إلى جنابه بتجليه في كل بحسبه وسلبه أفئدتها بإبداء مشتهاها واظهار مبتغاها شعروا أو لا يشعرون يا مقلب للكل بالحركة الجوهرية مما لها سيلان ذاتي ومنها القلوب كما مر في الاسم الشريف أعني مقلب القلوب يا معقب ولا متعقب لحكمه أو معقب لما يفنيه بالاستخلاف من نوعه بما يبقيه يا مرتب أي مرتب موجودات العالم ترتيبا محكما عجيبا ومنضدها نضدا وثيقا غريبا كما بين في الحكمة يا مخوف يا محذر الخوف كيفية نفسانية يتبعها حركة الروح البخاري إلى الداخل دفعة والحذر هو الاحتراز فهذا كالأثر للخوف به يكون أظهر فالخوف أمر نفساني والحذر أمر بدني يا مذكر والأسماء الثلاثة إما بالتشريعيات وانذارات النبوات واما بالتكوينيات والالهاميات يا مسخر للكل فإنها مسخرات بأمره وفاعلات بالتسخير بالنسبة إلى فاعليته يا مغير للمتغيرات ذاتا وصفة وفعلا سبحانك الخ يا من علمه سابق علمه بجميع مراتبه سابق على المعلومات التي هي موجودات عالم الملك
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 » »»