شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٧٦
يا كافيا من كل شئ يا قائما على كل شئ فإنه قيم الكل ومقومه في وجوده لا بمداخلة ولا قوام للمتقوم بدون المقوم يا من لا يشبهه شئ إذ لا ثاني له في الوجود فان الكل منه وبه وله واليه وما هذا شانه بالنسبة إلى الشئ كيف يكون ثانيا له يا من لا يزيد في ملكه شئ إذ ليس في ملكه ما لم يكن من ذاته وأيضا جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيمة فليس له شأن يبتديه بل كل يوم هو في شأن يبديه يا من لا يخفى عليه شئ يا من لا ينقص من خزائنه شئ وكيف ينقص والمتعاقبات في سلسلة الزمان مجتمعات في وعاء الدهر وكل قضية فعلية لا يخلو عن وجوب لاحق بل كل ممكن محفوف بالضرورتين وحيثية الوجود كاشفة عن حيثية الوجوب وكيف لا وهي أبية عن العدم والنقيض لا يقبل النقيض على أنه إذا حمل الخزائن على الخزائن العلمية فمعلوم انه لا يجوز التبدل على الصور التي في دفاتره العلمية من القدر والقضا واللوح والقلم والعناية والا تطرق التبدل في صفاته بل لا يجوز التبدل على هذه الصور بما هي سجل الوجود من دفاتر علمه من حيث إنها متدليات بذاته كل في حده علم جزئي من علومه وكلمة جزئية من كلماته وبالجملة صفة من صفاته الفعلية ما عندكم ينفد وما عند الله باق يا من ليس كمثله شئ وقد مضى في الاسم الشريف الذي هو نور ليس كمثله نور ما يتعلق به فتذكر يا من لا يعزب عن علمه شئ يا من هو خبير بكل شئ يا من وسعت رحمته كل شئ سبحانك الخ هو الرحمة الرحمانية الوجودية الوسعة كل شئ بحسبه وبما هو يليق بمهيته ومسئول عينه الثابت في علم ربه اللهم إني أسئلك بسمك يا مكرم يا مطعم يا منعم يا معطى يا مغنى يا مقني بالقاف من اقنى من القنية بالضم والكسر وهي أصل المال وما يقتنى والاقتناء جعل الشئ للنفس على الدوام ومن هنا مأخوذ قول الحكما للعدم والملكة العدم والقنية وفى الحديث نهى عن ذبح قنى الغنم قال في القاموس قنى الغنم كغنى ما يتخذ منها لولد اولين وقال بعض المفسرين في قوله تعالى وانه هو اغنى وأقنى أي اغنى الناس بالأموال واعطى القنية وأصول المال وما يدخرونه بعد الكفاية يا مغنى للكل عند تجليه الأعظم وظهوره بالوحدة التامة في الطامة الكبرى فعند ذلك فناء هويات الكل ووجوداتها وصفاتها وافعالها حتى الأفلاك والاملاك كما قال كل شئ هالك الا وجهه وقال ولله ميراث
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»