لان زيادة المباني تدل على زيادة المعاني كذا نقل عن الفخر الرازي هذا بحسب اللغة واما بحسب الاصطلاح فالسرمد مفهوما وعاء وجود الحق الدائم الذي لا مهية له فلا شئ وشيئ هناك مطلقا فضلا عن شئ شئ مثل ما يوجد في الكميات والمتكممات القارات أو السيالات بل هو على حالة واحدة بسيطة في الأول بلا ابتداء والاخر بلا انتهاء والآن كما ابتدى وكما انتهى كما أن الدهر وعاء وجودات المفارقات الثابتة الصادرة عن الحق تعالى والزمان وعاء وجود السيالات والموروث من القدماء ان نسبة المتغير إلى المتغير زمان ونسبة المتغير إلى الثابت دهر ونسبة الثابت إلى الثابت سرمد ثم الأشهر اطلاق السرمدي عليه تعالى لكن لما يكن هناك ظرف ومظروف اطلق عيه اسم السرمد كما في الدعاء يا أزل يا أبد يا أزلي يا أبدى يا خير معروف عرف يا أفضل معبود عبد يا أجل مشكور شكر يا أعز مذكور ذكر يا أعلى محمود حمد يا أقدم موجود طلب يا ارفع موصوف وصف يا أكبر مقصود قصد يا أكرم مسؤول سئل يا أشرف محبوب علم سبحانك الخ التوصيف بالجمل الفعلية في هذه الأسماء الشريفة للتعميم كما في قوله تعالى ما من دابة في الأرض ولا طاير يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم ليكون التفضيل فيها حقيقيا لا يشذ موجود عنه لا يكون مفضلا عليه له تعالى وكيف يشذ وكل هذه الكمالات أينما وجدت فوايد وعوايد وعواري وطواري منه إليها وعليها ولن يكافئ مستفيد في جميع أحواله بل في ذاته مفيده ولا مستعير في جميع شؤونه حتى الشؤون الذاتية معيره يا حبيب الباكين يا سند المتوكلين يا هادي المضلين إن كان بفتح الضاد كان المراد من أضلهم الشياطين من الداخل والخارج والله تعالى هاديهم وإن كان بكسر الضاد فهو تعالى إذا كان هاديهم كان هادي الضالين بطريق أولي أو هادي للضلين على الثاني هداية تكوينية على نحو ما قال تعالى ربنا الذي اعطى كل شئ خلقه ثم هدى والمأثور هو المتبع يا ولى المؤمنين يا أنيس الذاكرين يا مفزع الملهوفين قال في ق الملهوف واللهيف واللهفان واللاهف المظلوم المضطر يستغيث ويتحسر يا منجى الصادقين يا أقدر القادرين يا اعلم العالمين يا اله الخلق أجمعين سبحانك الخ يا من علاء فقهر فعلوه قهره لجميع ما سواه لا العلو المكاني كما زعم المجسمة تعالى عنه علوا كبيرا يا من ملك فقدر فكيف لا يكون مقتدرا من ملك رقاب الخلق وملك بالهم وبيده
(٢٧٢)