بل المهيات فقط وبشرط لا والحيوتات بل الوجودات كلا وطرا مرتبطات في الطول بالحي الحقيقي وآلات لملاحظته فحينئذ يظهر بالنظر العلمي ان هذه الحيوتات من صقعه وليس مثله وثانيه حي ولا يشاركه ولا يكافيه شئ يا من له ذكر لا ينسى يمكن ان يراد بالذكر المبنى للفاعل أو المفعول أعني الذاكرية أو المذكورية وينسى هو المضارع المبنى للفاعل أو المفعول إما من نسى أو من انسى إما الذاكرية فأمرها واضح واما المذكورية فباعتبار الذكر والعبادة التكوينيتين وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه وأقل مراتبها عدم النسيان والانساء للانسان بل الحيوان عن ذاته وذاته غير خالية عن الجهة النورانية التي هي جهة اضافته إلى ربه فكذا مذكوريتها لا يخلو عن مذكوريته يا من له نور لا يطفى لان الوجود يمتنع عليه العدم لمحالية سلب الشئ عن نفسه وضرورة ثبوت الشئ لنفسه وهو نوره فلا يجوز إفوله ودثوره بخلاف الأنوار الامكانية فان الأنوار العرضية معلومة الانطفاء ونيراتها كالكواكب والسرج وغيرها مشهودة الأفول والأنوار الاسفهبدية بما هي أنوار مدبرة قبل وجودها وبعد وجودها منطفية وفى حال وجودها أيضا في مقام مادتها ومهيتها ومقام الوجودات الأخر طولا وعرضا منطفية والأنوار القاهرة في مقام مهياتها وذات علتها منطفية بخلاف نور الأنوار إذ لا شأن من الشؤون الا وله معه شأن وكما هو موجود في ذاته موجود بجميع مراتب الواقع وبكل الاعتبارات فان واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات وهو الأول بلا أول كان قبله والاخر بلا اخر يكون بعده فلا يتصور له أفول وانتقال ولنوره انطفاء وزوال ولذا قال تعالى حكاية عن الخليل لا أحب الآفلين وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حتى أنه ليس لأنوار تجلياته ولو في الكيانيات أفول وانطفاء بما هي تجلياته لأنه لما كان ما به الامتياز ما به الاشتراك في النور الوجودي والجهة النورانية التي في كل شئ واحدة بسيطة ثابتة على حال واحدة وهو الأصل المحفوظ والسنخ الباقي في الجهات الظلمانية فبهذا الاعتبار لا أفول ولا طلوع ولا مضى ولا رجوع ولا انعدام ولا تكرار ولا إعادة للمعدوم بعينه حيث لابوار نعم كل ذلك باعتبار طرف المتجلى عليه الا التكرار والإعادة بعينه يا من له نعم لا تعد إذ لا تعد أنواعها التي منبثة على ذويها في عالم الملك فكيف اشخاصها التي لا يتناهى وكيف أنواعها واشخاصها التي في الجبروت والملكوت وكل شخص له أظلة في عرش الله وفى المرائي من القوى العالية كالنفوس
(٢٣٩)