شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٢٨
أي لم يتخذ وليا يعاونه لمذلة فيه تعالى عن ذلك علوا كبيرا يا من يعلم مراد المريدين يا من يعلم ضمير الصامتين يا من يسمع انين الواهنين يا من يرى بكاء الخائفين يا من يملك حوائج السائلين يا من يقبل عذر التائبين يا من لا يصلح اعمال المفسدين يا من لا يضيع اجر المحسنين يا من لا يبعد عن قلوب العارفين يا أجود الأجودين سبحانك الخ اعلم أنه كما أن الأعضاء تحتاج إلى رئيس هو القلب الصنوبري والقوى تحتاج إلى رئيسة هي النفس والقلب المعنوي كذلك الناس يحتاجون إلى رئيس فذلك الرئيس إما ان يكون حكمه على الظاهر فقط وهو السلطان الظاهري أو على الباطن فقط وهو العالم وعليهما جميعا وهو النبي أو من يقوم مقامه ثم العالم ان تذكر عهد الأزل فهو العارف والعارف إن كان له مقام القدرة ومقام كن يقال له العارف المتصرف والا فهو العارف الخبير بالحقايق والمراد بالعارفين هنا المعنى الأعم من أن يكون نبيا أو وليا أو عارفا بالمعنى الأخص وأقل مراتب عدم البعد عن القلوب ان يكون بنحو التذكر الباطني والتوجه القلبي لان العنوان الغير المطابق للشيئ في الواقع بما هو عنوانه ووجهه بالمواضعة نحو من ظهوراته الأربعة فكيف إذا كان مطابقا ولذلك فالعلم بالحقايق بوجدان العنوانات المطابقة حدا ورسما وهلية ولمية فصورة الشمس مثلا في حس الجاهل بحقيقته أو خياله التي هي بالحقيقة صورة ضوئه وشكله ومقداره الجزئية بقدر الأترجة إذا كانت علمنا به وظهورا من ظهوراته فصورته العقلية بحده وحقيقته وانه جسم بسيط خال عن كثيرة من صفات العناصر الكائنة الفاسدة ذات نفس مستكفية وغير ذلك من احكامه كيف لا يكون ظهورا من ظهوراته وهذا العلم نسبته إلى العلم الأول كنسبة العلم بزيد من بعد بعنوان انه شبح إلى العلم به بشخصه وبصفاته وهيئاته ومراياه الجزئية فضلا عن العلم الكلى بحقيقته علما مطابقا للواقع وأعلى مراتب عدم البعد ان يكون العارف بعد ان صار عالما عقليا مضاهيا للعالم العيني يعرض عما سوى الله تعالى ويقبل بشراشر وجوده عليه تعالى بحيث يتلاشى وجوده تحت نور وجوده ويفنى فيه بالكلية بل يفنى عن فنائه وهذا مقام الفناء في الله والفناء عن الفناء وهو قرة عين العارفين وغاية منى المحبين فإنه عين الحياة الأبدية والديمومة السرمدية وهناك يظهر ان الله تبارك وتعالى هو الأول والاخر والمبدء والمعاد يا دائم البقاء بقاء سرمديا لا كبقاء
(٢٢٨)
مفاتيح البحث: البكاء (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»