شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
لجوهره وجوهره من جوهر الروح الحيواني فاحتيج إلى أن يجتمع في نفسه بمقدار ما يغتذى وينمى وينال عوض ما تحلل منه في اليقظة لأنه إذا قطع الأعمال نقص التحلل من الروح وهو دائما في الاستمداد فيتكثر جوهره وأيضا طلبا لهضم الغذاء فان اشتغال النفس في اليقظة بالافعال مما يمنعه عن تكميل الهضم فاحتيج إلى أن يجتمع في نفسه ليتدارك تقصير الهضم الواقع فيها ويتبعه الروح النفساني في الرجوع والاجتماع في الباطن وعند ذلك يجتمع الرطوبات التي يتحلل في اليقظة ويرتفع إلى الدماغ أبخرة رطبة عذبة فيسترخى الأعصاب وينطبق بعض أجزائها على بعض ويمتنع الروح من النفوذ فيها لذلك ولكثافة الأبخرة أيضا فان نفوذ الروح فيها كما قال جالينوس مثال نفوذ شعاع الشمس في الهواء والماء فإنهما متى كانا صافيين لم يمتنع نفوذه فيهما ومتى حصل فيهما تكدر كالضباب أو الدخان في الهواء وكالحماء والعكر في الماء امتنع ويختلط أيضا تلك الأبخرة بالأرواح فيغلظ قوامها وح يعسر نفوذها في مسالكها يا من جعل السماء بناء يا من جعل الأشياء أزواجا لان الوترية مما استأثرها لنفسه وما عداه زوج تركيبي وفسر الأزواج في الآية بالاشكال أي كل واحد شكل الأخر وبالذكران والإناث يا من جعل النار مرصادا سبحانك الخ أي محبسا يحبس فيه الناس أو معدة للكفار ترصد لهم خزنتها إذ المرصاد لغة المعتد لأمر على ارتقاب الوقوع فيه اللهم إني أسئلك بسمك يا سميع يا شفيع يا رفيع يا منيع فعيل من منع ككرم أي صار منيعا مجيدا يا سريع في الإجابة وسريع في حساب الخلايق وسريع في تفنن التجليات وتنوع الشئونات يا بديع يا كبير يا قدير يا خبير يا مجير اسم فاعل من اجاره سبحانك الخ ذكر خبير هنا تكرار لما مضى في فصل يا حبيب يا طبيب اه ولعل بعض نسخ الدعاء على خلاف ما وقع إلينا يا حيا قبل كل حي يا حيا بعد كل حي يا حي الذي ليس كمثله حي يا حي الذي لا يشاركه حي يا حي الذي لا يحتاج إلى حي يا حي الذي يميت كل حي يا حي الذي يرزق كل حي يا حيا لم يرث الحياة من حي يا حي الذي يحيى الموتى يا حي يا قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم سبحانك الخ التوصيف بالموصول في بعض هذه الأسماء الشريفة للتعريف بالندا بدليل البناء على الضم الذي هو حكم المنادى المفرد المعرفة والتوصيف بالجملة في بعضها وهو المقتضى
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»