أولا فهما المتضادان والثاني إما ان يكون العدمي فيه عدما للوجودي من موضوع قابل فهما العدم والملكة أولا فهما الايجاب والسلب فالضدان امران وجوديان يتعاقبان على موضوع واحد أو محل واحد على الخلاف ولا يجتمعان وبينهما غاية الخلاف ويكونان داخلين تحت جنس قريب فهو تعالى لا ضد له لأنه ليس أمرا وجوديا لأنه صرف الوجود ولا مهية له فليس هو ذات له الوجود ولا موضوع ولا محل له ولا جنس له ولا غاية البعد له مع شئ لأنه أقرب من نفس الشئ إلى الشئ وأيضا الضدية ونحوها من صفات شيئية المهية وهو شيئية الوجود بحقيقة الشيئية والضد قد يطلق على مطلق ممانع الشئ ومعلوم انه لا ضد له بهذا المعنى أيضا يا من هو فرد بلا ند الفردية فيه تعالى الواحدية بالوحدة الحقة التي معناها انه لا ثاني له في الوجود لا ان الفردية فيه عدم الزوجية عما من شانه ان يكون زوجا لامتناع الزوجية عليه والند بالكسر المثل ونقل عن الكشاف انه المثل المخالف المنادى ولعله لكونه من ندا البعير ينداى شرد ونفر وقال بعض أهل اللغة الند مثل الشئ الذي يضاده في أموره أقول ولذلك يقال كل ند ضد وكل ضد ند أي في الضدية لان الضدية من الإضافات المتشابهة الأطراف كالاخوة ويمكن ان يكون الند ضدا بمعنى الممانع للشئ يا من هو صمد بلا عيب لأنه لما كان الصمد هو السيد المصمود إليه في طلب الأمور والغنى المطلق المقصود في دفع الحوايج أو الذي لا جوف له كما مر في مقابل الممكن الأجوف الناقص المعتل لزمه ان يكون بلا عيب إذ العيب إما بالنقص في جوهر الذات واما بالنقص في صفة من الصفات وهو بسيط الحقيقة جامع كل الكمالات والخيرات يا من هو وتر بلا كيف الوتر الفرد ولما كانت الفردية والزوجية من الكيفيات المختصة بالكميات استدرك في الاسم الشريف بنفي الكيفية وهذا كقولهم هو تعالى واحد لا بالوحدة العددية كيف والكيف مخلوق والله تعالى خلو عن خلقه وهو عرض والله تعالى لا عرض ولا محل العرض برئ عن المعاني والأحوال يا من هو قاض بلا حيف أي قاضى عدل بلا ميل وجور في حكمه يا من هو رب بلا وزير لان وزير الملك من يحمل أوزاره وثقله ويعينه برايه وهو تعالى من تمامية العلم والقدرة بحيث لا يدرك الواصف المطري خصايصه وان يكن بالغا في كل ما وصفا يا من هو عزيز بلا ذل يا من هو غنى بلا فقر يا من هو ملك بلا عزل لان كل عزيز وغنى وملك مستعيرون ومستودعون من
(٢٤٤)