شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٣٤
جميع الأنبياء بان يستأذن من الحق تعالى لهم ان يشفعوا وفى الصافي عند قوله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ان في تفسير الإمام قال الصادق (ع) هذا يوم الموت فان الشفاعة والفداء لا يغنى عنه واما في القيمة فانا وأهلنا نجزى عن شيعتنا كل جزاء لنكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والطيبون من الهم فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات فمن كان مقصرا وفى بعض شدايدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان ومقداد وأبي ذر وعمار ونظرائهم في العصر الذي يليهم ثم في كل عصر إلى يوم القيمة فينقضون عليهم كالبزاة والصقور ويتناولونهم كما يتناول البزاة والصقور صيدها فينزفونهم إلى الجنة زفا وانا لنبعث على آخرين من محبينا خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحب وينقلبونهم إلى الجنان بحضرتنا وسيؤتى بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله بعد ان حاز الولاية والتقية وحقوق اخوانه ويوقف بازائه ما بين مائة واكثر من ذلك إلى مائة الف من النصاب فيقال هؤلاء فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار وذلك ما قال الله عز وجل ربما يود الذين كفروا يعنى بالولاية لو كانوا مسلمين في الدنيا منقادين للامامة ليجعل مخالفوهم من النار فداؤهم يا من هو اعلم بمن ضل عن سبيله يا من لا معقب لحكمه يا من لا راد لقضائه فهو مصون عن التغير والنسخ والبداء لان علمه القضائي مثل علمه الأزلي في عدم جواز التغير عليه بخلاف القدر إذ منه النسخ والبداء والتردد ونحوها حتى القدر العلمي أعني نقوش النفوس الفلكية المنطبعة على وجه الجزئية لأنها متحركة كطبايعها بالحركة الجوهرية فإذا كانت جواهر ذواتها متبدلة كانت صفاتها أيضا متبدلة ولكن على سبيل تجدد الأمثال في كلا القبيلين يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب فهذا معنى محوها واثباتها لا زوال صور وثبت أخرى إذ لا يجوز سنوح أمثال هذه التغيرات في الفلكيات وقد جوز بعض من القائلين بالأدوار والأكوار المحو والاثبات بالمعنى الثاني يا من انقاد كل شئ لامره يا من السماوات مطويات بيمينه يا من
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»