المفعول فمعناه ان الحق مؤثر ولا سيما عند أهله أو غاية كل مختار يا فتاح فتح أبواب الخيرات على الممكنات يا نفاح ان لله في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها يا مرتاح سبحانك الخ الارتياح الابتهاج ان جعل اسم المفعول فهو مبتهج به لأهله بل لغيرهم وان لم يستشعروا وان جعل اسم الفاعل فهو مبتهج بذاته وبآثار ذاته بما هي اثار ذاته يا من خلقني و سواني يا من رزقني ورباني يا من أطعمني وسقاني يا من قربني وأدناني يا من عصمني وكفاني يا من حفظني وكلاني يا من أعزني واعناني يا من وفقني وهداني يا من آنسني وأواني يا من أماتني وأحياني سبحانك الخ في هذه الأسماء الشريفة يذكر الذاكر الداعي كثرة الاحسان واللطف والرأفة التي وقعت من المحسن المجمل عمت الطافه بالنسبة إليه ويتذكرها ويعرضها على نفسه ويعدها على رؤوس الاشهاد ترغيبا للقلب على محبته واغراء له على شد الوسط للقيام على الاتصال بخدمته والجد في طاعته فيحصيها بأنه الذي خلقني وعدلني ورزقني عد منها انه رباني كما في دعاء أبى حمزة إلهي ربيتني في نعمك واحسانك صغيرا و نوهت باسمي كبيرا يعنى عند طلوع شمس الحقيقة يظهر انه لم يكن في الحقيقة مرب سواه وان أثبتنا تربية على سبيل الاعداد للغير كالافلاك والأمهات ففي النظر الظاهري وفى الحقيقة لم يكن تربيتها الا بحوله وقوته وهذا معنى كلام المولوي در طفوليت كه بودم شيرجو * كاهوارم را كه جنبانيد أو از كه خوردم شير غير از شير أو * كه مرا پرورد جز تدبير أو فإنه كما قال (ع) قلعت باب خيبر بقوة ربانية وكما يكون بعض ما يرد على القلب من الخواطر ربانيا ويعرف بالثقوب والتسلط وعدم الاندفاع كذلك يكون ما يرد على قلب الام من المحبة التي سلبت فؤادها وتحملت معها التعب والنصب وسهر الليل ودؤب النهار من الله الرؤف العطوف الذي هو ارحم من الأب الرحيم والام الشفيقة ولذاته التسلط والقوة بحيث لا يمكن دفعه وهكذا في الحيوانات قل كل من عند الله والخير كله بيديه والإضافة في البيت الثاني لأدنى ملابسة كما في كوكب الخرقاء وعد أيضا منها انه قربني وأدناني وانه آنسني وآواني والظاهر أنه ليس المراد بهذا التقريب القربات التي أشرنا إليها سابقا بل قريب من الانس المذكور وبالجملة هذا أيضا منة عظيمة ونعمة جسيمة ولو لم يؤنسنا ولم يرخصنا في اجراء اسمه الجليل على لساننا الكليل فأين الدرة من الذرة والبيضاء من الحرباء وأين
(٢٣٠)