الشرية الإضافية بالعرض بحسب القياس إلى شخصيات الآحاد لخصوصياتها فاعلمن ان الأشياء بحسب اعتبار وجود الشر بالعرض وعدمه ينقسم بالقسمة العقلية إلى أمور تبرء وجودها من كل جهة عن استيجاب الشر والخلل والفساد مطلقا وأمور لا يتعرى وجودها عن ذلك رأسا ولا يمكن ان توجد تامة الكمال المبتغاة منها الا ويلزمها ان يكون في الوجود بحيث يعرض منها شر ما بالقياس إلى بعض الأشياء عند ازدحامات الحركات ومصادمات المتحركات ومصاكاتها وأمور شرية على الاطلاق يكون شريتها بالعرض في الوجود بالقياس إلى كل شئ يستضر بوجودها أي شئ كان ولا ينتفع به شئ من الأشياء أصلا وانما خيريتها بحسب وجودها في أنفسها لا بالإضافة إلى شئ مما في نظام الكل غيرها ثم بعد ما قسم القسم الثاني إلى ما يغلب فيه الشرية الإضافية وما يتساوى وما يقل ويندر وفرع ان الأول موجود كالعقول حيث لا يزاحم موجودا ما من الموجودات ولا يستضر بوجودها شئ من الأشياء أصلا وكذا ما يغلب خيريته على شريته كالنار وأمثالها واما الثلاثة الباقية فهى جميعا من أقسام الشرور يمتنع صدورها عن الخير بالذات الفياض بالعناية الفعال بالحكمة التامة قال فاذن قد تلخص ان الشر الحقيقي بالذات هو عدم الكمال المبتغى ولا يصح استناده الا إلى عدم العلة لا غير وهذا أصل به أبطل أفلاطون الإلهي شبهة الثنوية وان الشر بالعرض مضافا إلى بعض ما في نظام الوجود وهو الوجود المستلزم لانسلاخ موجود ما عن كماله بالفعل شريته الطفيفة الاتفاقية بالإضافة إلى اشخاص جزئية في أويقات يسيره من لوازم خيريته العظيمة الثابتة المستمرة بالقياس إلى نظام الكل وبالإضافة إلى أكثر ما في النظام على الاتصال والاطراد وهذا أصل عليه فرع أرسطا طاليس المعلم دخول الشرور في القضاء الأول الإلهي بالعرض قال فكما شريته بالعرض فكذلك شرية بالعرض مقضية بالعرض لا بالذات فالشر بالعرض يتكرر فيه بالعرض ثم قال فهذه دقيقة أخرى في هذا الموضع حايجة إلى تدقيق للنظر ومحوجة إلى تأمل اخر أدق من التأملات المشهورية وميض كان خاتم الحكماء المحصلين البرعة في ذهول في شرح الإشارات عن هذه الدقيقة واقتصر في تقرير كلام الشريك على قوله بهذه العبارة وظاهر ان هذه الموجودات يكون من شأنها الإحالة والاستحالة أو الكون والفساد وهي قليلة بالقياس إلى الكل ووقوع التقاوم المقتضى لصيرورة البعض ممنوعا عن كمالاته أيضا منها قليل فإنه لا يقع في اجزاء العناصر وبعض المركبات وفى بعض الأوقات واما الأقسام الثلاثة الباقية التي يكون شرا محضا أو يغلب الشر فيها أو يساوى ما ليس بشر فغير موجودة لان الوجودات
(٢٢٥)