شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢١٨
وغير هما يا من في السماء عظمته من حيث عظمة مقداره فان الشمس التي يتراءى من بعد بقدر اترجه إذا كانت اضعاف كرة الأرض كما بين في علم الهيئة فما ظنك بمقدار فلكه ثم بالافلاك المحيطة بفلكه ثم بمقدار ثخن الفلك الأعظم الذي قالوا لا سبيل للبشر إلى استخراجه وتعرفه وتعرف بعد محدبه من مركز الأرض فلا يعلمه الا صانعه العزيز العليم ومن حيث ديمومة وجوده في مقابلة الفساد إلى شئ الممتنع عليه وان وجب عليه الفناء المحض والطمس البحت ومن حيث فعاليته وحركته في مقابلة انقطاع فيض الفياض المطلق وان وجب عليه الحدوث والتجدد جوهرا وذاتا من حيث هيولاه وصورته وطبيعته السيالة الهوية وعرضا وصفة بنعت تجدد الأمثال ومن حيث عدم اتصافه بالتضاد الموجب لتفاسد بعض ببعض ومن حيث كثرة انواره التي لا يطفأ الا بسطوع نور الله الواحد القهار ومن حيث كثرة ملائكته التي قال فيها النبي (ص) أطت السماء وحق لها ان تأط ما فيها موضع قدم الا وفيها ملك راكع أو ساجد ومن حيث مؤثريته فيما دونه وتكون فيوضات لا نهاية لها ومن حيث سرعة حركته ولا سيما حركة الفلك الأقصى إذ قالوا إنه بمقدار ما يقول أحد واحد يتحرك ألفا وسبعمائة وثلثين فرسخا من مقعره أو الفين وأربعمائة فرسخ من مقعره على الخلاف والله أعلم بما يتحرك محدبه يا من في الأرض آياته يا من في كل شئ دلائله الدلائل بصيغة الجمع تدل على أن في كل شئ دلالة عليه تعالى من وجوه عديدة كما أن امكانه الذي في مهيته ووجوده يدل على وجود صانعه وكونه محتاجا إليه له وكونه مبقيا ومديما له واحكامه واتقانه ومنافعه ومصالحه تدل على علمه وحكمته وعنايته به وهكذا أوان امكانه يدل على وجوب مبدئه وفقره يدل على غناه وعجزه على قدرته وجهله على علمه وحدوثه على قدمه وهكذا إذ يجب ان يثبت للمبدء أشرف طرفي النقيض أو الضد أو نقول لما ثبت ان حقيقة الحياة والعلم والإرادة والقدرة وغيرها يرجع إلى الوجود وهي في كل بحسبه كانت حياة كل شئ وعلمه وارادته وقدرته ووحدته وغيرها من صفاته التي هي عين وجوده بحسبه دلايل على صفات مبدئه كما انها حيث ترى منفكة في أشياء متعددة أو في شئ واحد ولكن مجتمعة دلايله ولكن في الأول دليل واحد في عين وحدته دلايل كثيرة في عين كثرته فعلم الشئ بذاته وبغيره من صقع علمه تعالى بذاته وبغيره وإرادة الشئ ومحبته بذاته وبغيره من صقع عشقه بذاته ومحبته لاثاره بما هي اثار وقدرته من صقع قدرته ووحدته وانه ليس له شبيه ولا يساويه شئ من جميع الوجوه حتى لا يؤدى إلى رفع الاثنينية كانسانين لا يتساويان
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»