كثيف أو لطيف ولم يولد أي لم يتولد من شئ ولم يخرج من شئ كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشئ من الشئ والدابة من الدابة والنبات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ولا كما يخرج الأشياء من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن والشم من الانف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب والنار من الحجر بل هو الله الصمد الذي لا من شئ ولا في شئ ولا على شئ مبتدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفنا بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلك الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد واما كونها بمنزلة الأسماء الحسنى الأخر فلان الهاء في له عين هو في قل هو الا انها قد تكتب بالدايرتين هما عيناها أحدهما للإشارة إلى الصفات الجمالية والاخرى إلى الجلالية وقد تكتب دايرة واحدة للإشارة إلى أن الجمال عين الجلال وبالعكس كما قال الحكماء الإلهيون ان صفاته تعالى عين ذاته وكلا منها عين الأخر وكما قال العرفاء الشامخون ان لجماله المطلق جلالا هو قهاريته للكل عند تجليه بوجهه فلم يبق بإحدى حتى يراه وهو علو الجمال وله دنو يدنو به منا وهو ظهوره في الكل ولهذا الجمال جلال هو احتجاب نوره بتعينات الأكوان فلكل جمال جلال ووراء كل جلال جمال ثم إذا أشبعت الهاء للإشارة إلى أنه تعالى فوق التمام تولد الواو وكونها دايرة لأنها أفضل الاشكال وللإشارة إلى عدم نهاية نوره وكماله حيث إن الدايرة لا نهاية لها إذ الحظ ينتهى بالنقطة وللإشارة إلى اتحاد البدو والختم فيها وكذا الخمسة التي هي روحها عند ضربها في نفسها كما يأتي حيث يقال لها العدد المستدير واما لفظ الجلالة فمذكور باعتبار الضماير وباعتبار انه بدل عن هو بتقدير جعله اسما والبدل عين المبدل منه فهو إشارة إلى مقام الخفاء وغيب الغيوب والمرتبة الأحدية والله إشارة إلى مقام الظهور والمرتبة الواحدية لان الله اسم للذات المستجمعة للصفات وأيضا باعتبار ان الله كان حرفه الأصلي إشارة إلى هوية الذات الغيبية وهو الجاري على أنفاس كل الحيوانات استشعروا أم لا ثم الحق لام الاختصاص إشارة إلى أن الملك لله ثم أشبع فتح اللام إشارة إلى أن في ذكر اسمه من عنده الفتوح التام ثم الحق الألف واللام للتعريف إشارة إلى تشخصه بذاته ومعروفيته لم سواه كما قال تعالى أفي الله شك فاطر السماوات والأرض قال المحقق الخفري
(١٩٤)