والذاكرات وهل الذكر الاخفائي أفضل أم الجهري الحق هو الأول لكونه أقرب إلى الاخلاص وابعد من الريا والاخلاص هو العمدة في كل باب نعم في الذكر الجهري حسن من وجه بشرط ان يصفو من الريا وهو انه يتنزل من القلب إلى الخيال ثم من الخيال إلى اللسان ثم يصعد إلى الصماخ ومنه إلى الخيال ومنه إلى القلب فعاد إلى ما بدء فيتأثر ثانيا وتحصل حركة دورية على وفق الحركة الدورية الفلكية وهما تحكيان قوسي النزول والصعود وهل الذكر القلبي مجوز أم لا فيه اشكال ولعل قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر يدل على الأول إذ لو كان المراد الذكر الجهري أو الاخفائي فالصلاة مشتمله عليهما ولعل لفظ الالهام في قول سيد الساجدين والهمنا الذكر الخفى مشعر بذلك أيضا وكذا قوله تعالى ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله يدل عليه ولكن في ظاهر الشرع لا بد من الاعراب عما في الضمير وللمذكور محامل ثم على قول الأشاعرة القائلين بالكلام النفسي ينبغي الجواز لكنه باطل عندنا واعلم أن للذكر صورة ومعنى وحقيقة وان شئت سم الثالثة غاية فصورته اللفظ ومعناه المفهوم التفصيلي وحقيقته وغايته التوجه إلى المتوجه إليه الواحد والمفهوم الاجمالي فمن جوز ذلك كان نظره إلى الحقيقة والغاية كما قالوا خذ الغايات ودع المبادى والحق ان الفضيلة في جمع الحقيقة والرقيقة والظاهر والباطن واما المفهوم التفصيلي فتذكره كالكمال الثاني لا الكمال الأول وليس شرطا قطعا كما في الذاكر الجاهل بالمفاهيم التفصيلية المتوجه إلى الحق عن قلب حاضر ثم لما كان الأطوار عند العرفاء سبعة الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفى والأخفى كان الذكر موزعا على هذه المراتب وبقدرها كاللساني والنفسي والقلبي والروحي والسري والخفوي والاخفائي وتفصيلها موكول إلى كتبهم يا من فضله عميم سبحانك الخ لاستواء نسبته إلى الكل اللهم إني أسئلك بسمك يا مسهل يا مفضل يا مبدل يبدل الأرض غير الأرض والسماوات مطويات بيمينه كما في القيمة ويبدل الأرض والسماوات وما فيهما انا فانا بمقتضى الحركة الجوهرية والفيض الجديد وحاجة المعلول في البقاء الذي هو عين الحدوث التجددي إلى العلة كما في الحدوث بمعنى اخر ويبدل سيئات الخلق حسنات ويبدل الابدال أي يبدل وجود الولي وجودا
(١٨٤)