كالسراب الذي هو حكاية الماء حيث إنه من وقوع شعاع النير الأعظم على الأراضي الرملية والسباخ يحسبه الظمان ماء هستى عالم نمايد چون سراب * در بيابان از شعاع آفتاب وفى هذا رد على القائلين بان عزيرا ابن الله والمسيح ابن الله والملائكة بنات الله ولم يولد لأنه سبوح قدوس صمد واحد بالوحدة الحقة الحقيقة تام وفوق التمام فليس عن شئ ولا من شئ ولا في شئ ولا لأجل شئ إذ لا فاعل ولا مادة ولا صورة ولا موضوع ولا غاية بل هو علة العلل وغاية الغايات وأيضا لم يلد ولم يولد لان له الكينونة الأزلية والأبدية والديمومة السرمدية بذاته وليس كالانواع المحفوظة بتعاقب الاشخاص المحتاجة إلى التوالد وعن علي (ع) لم يلد فيكون موروثا هالكا ولم يولد فيكون الها مشاركا ولم يكن له كفوا أحد إشارة إلى التوحيد وقد مر بيانه أي لم يكن أعد عديلا ونظيرا له وهو كالاسمين الشريفين أعني يا من لا شريك له ولا وزير يا من لا شبيه له ولا نظير وفيه تثبيت أيضا لان لم يلد ولم يولد لان الولد ولو كالاعراض والوالد ولو كالمادة كفوان مماثلان ولو في الوجود فكأنه قيل لما لم يكن له كفو كيف يكون له ولد ووالد كما قال (ع) فيكون الها مشاركا وقيل معناه ولم تكن له صاحبة وزوجة فتلد منه لان الولد يكون من الزوجة فكنى عنها بالكفو لان الزوجة كفو لزوجها هذا وانما اقتصر في هذا الاسم الشريف من أسماء سورة الاخلاص على هذه الأوصاف الثلاثة لنكتة لطيفة تختلج بخاطري القاصر هي ان هذه الجمل الثلث بمنزلة الجملتين قبلها فهى بمنزلة كل السورة بمنزلة ثلث القران كما في الخبر ولذلك ورد انه ينبغي أن يقول القارئ بعد قراءة السورة كذلك الله ربي مرتين لأنه كما قيل كل مرتبة بمنزلة قراءة هذه السورة الشريفة وقد ورد ان من قراها ثلث مرات كان له ثواب تلاوة القران كله إما انها بمنزلة الصمد فلانها تفسيره كما قال الشيخ الطبرسي عليه الرحمة والرضوان في مجمع البيان ان أهل البصرة كتبوا إلى سيد الشهدا الحسين ابن علي (ع) يسئلونه عن الصمد فكتب (ع) ان الله فسر الصمد فقال لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يلد لم يخرج منه شئ كثيف كالولد ولا ساير الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ولا شئ لطيف كالنفس وما ينبعث منه إليه كالسنة والنوم والخطرة والغم والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع تعالى عن أن يخرج منه شئ وان يتولد منه شئ
(١٩٣)