ان يكون بصورة مطابقة له لما تقرر ان الأشياء تحصل بأنفسها في الذهن وكلما كان ذو الصورة جميلا بهيا كانت الصورة كذلك وكلما كانت الصورة العلمية كذلك كانت حلوة لذيذة وحلاوتها بقدر الجمال والبهاء لذي الصورة ولان شرف العلم بشرف المعلوم قالوا إن علم التوحيد أجل العلوم لأنه علم بأجل المعلومات فحيث كان الحق تعالى أجمل من كل جميل وأبهى من كل بهى كانت حلاوة ذكره أتم وأعظم ولهذا ورد في الدعاء اللهم أذقني حلاوة ذكرك وقيل أجد الملامة في هواك لذيذة * حبا لذكرك فليلمني اللوم وقيل بالفارسية سر رشته ء دولت أي برادر بكف آر * وين عمر كرامي بخسارت مكذار * يعنى همه جا با همه كس در همه كار ميدار نهفته چشم دل جانب يار رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ان قلت نحن نرى كثيرا من الناس لا يحصل لهم حلاوة الذكر كيف ولو تمكنوا من نيل شئ من حلاوة الدنيا إلههم عن الذكر والمذكور قلت ذلك لوجوه اعظمها عدم الشرايط المقررة عند أهل الذكر ومنها كون ذائقة قلبه ممنوة بالآفات وعين بصيرته ممنوعة بالغشاوات كمن جرم لسانه مشحون من المرة الصفرا فيعد المطعم الشهى والمشرب الهني مرا أو كمن بحضرته المنكح البهى وهو ينظر إليه في هواء مغيم مغبر عن عين ماؤفة وعن قلب متفرق بخواطر متشتتة وشواغل ضرورية ملكت باله ولا تمكنه من اللبث عنده ومعلوم انه لم يره بالحقيقة فلا يستلذ الا الشواغل التي سلبت فؤاده ومنها عدم تصور معنى الذكر والمذكور الا بمفهوم عام أو بعنوان غير مطابق أو بمحض لغلقة اللسان والأول كتصور الانسان نفسه بعنوان اجمالي هو انها شئ يحرك البدن واما انها جوهر بسيط ونور مدبر محيط ليس في البدن وان لم يكن خارجا عنه بل البدن فيه كمدرة موضوعة في ضوء محيط عين حياة وشعور بل كل كلي ظهور منه محيط بالجزئيات الغير المتناهية وانه غاية لكل الأكوان وهي مخلوقة من فضالته واخلاقه وملكاته ومرائي لوجه ذاته كما أن المؤمن مراة المؤمن وانه متحقق بحقيقة الوجود الذي هو نور محض وخير محض وقلبه عرش الرحمن وغير ذلك من نعوته وفضايله التي لا تعد ولا تحصى فلم يعلم بها ولم يستضئ بضياء هذا العلم فضلا عن أن يصير علمه نجما أو قمرا أو شمسا فلاجل ذلك لم يبتهج بذاته ولم يستعذب تذكر نفسه ففيما نحن فيه إذا قال الذاكر المذكور يا الله لم يتصور الا انه الذي خلقه وخلق السماوات والأرض تصورا اجماليا أو يترقى ويفهم حسب ما سمع من العلماء انه
(١٨٢)