المبصرات لان المبصر بالذات هو الضوء واللون عند التحقيق وإن كانت الجواهر الفرده عند المتكلم مبصرة بالذات فإذا عرفت هذا فاعلم أن أرباب القشور منهم حرفوا الكلم عن مواضعه فلم يتفوهوا بما هو مخ القول وعموا وصموا عما هو لب الحق وإذا كان المراد هو الشهود والمعتزلة أيضا لا ينكرونه وانما أنكروا الرؤية الظاهرية التي بالجارحة كما مر في محل النزاع انه لا نزاع للنافين في جواز الانكشاف التام العلمي بان يكون المراد بالعلمي العلم الحضوري ولكن لا على سبيل الاكتناه كما قيل إن العارفين المتألهين يشاهدونه ولكن لا بالكنه بل على سبيل الفناء الذي هو قرة عين العرفاء والعلماء بان يرى كل فعل وصفة ووجود مستهلكة في فعله وصفته ووجوده تعالى ولا يجوز للمؤمن انكار ذلك الشهود لان انكاره انكار الكتب السماوية والسنن النبوية والآثار الولوية بل هو غاية ارسال المرسلين وارشاد الأئمة الهادين وسير السايرين وسلوك السالكين ولولاه لم يكن سماء ولا ارض ولا بسيط ولا مركب كما قال تعالى وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون أي ليعرفون وفى الحديث القدسي فخلقت الخلق لأعرف فالكتاب المجيد الذي هو تنزيل من حكيم حميد مشحون منه قال تعالى من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لات يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وألو العلم والشهادة بالوحدانية فرع الشهادة بالوجود وشهوده وهكذا كل أية مشتملة على ما دل على الشهود حتى لفظ الايمان باعتبار بعض درجاته العالية وفى السنن النبوية سترون ربكم يوم القيمة كما ترون القمر ليلة البدر وروى أنه قرء رسول الله (ص) هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة ان لكم عند الله موعودا يشتهى ان ينجزكموه قالوا ما هذا الموعود ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال (ع) فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله عز وجل قال فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر وأمثال ذلك كثيرة مما اشتمل على الرؤية والنظر أو لفظ اخر عبر به عن الشهود واما اثار الأولياء فلا تعد ولا تحصى قال سيد الأولياء (ع) لم أعبد ربا لم أره ما رأيت شيئا الا ورأيت الله فيه أو قبله أو معه وقال ابنه سيد الشهدا (ع)
(١٨٩)