سابقا في حواشي المبدء والمعاد ان النمط الاعلى والمشرب الأصلي ان يقال إن لا اختيار باعتبار الوجه الذي يلى النفس إذ هو القاهر فوق عباده وانما الاختيار باعتبار الوجه الذي يلى الرب وان في العبد من القاهر القادر المختار شيئا العبودية جوهرة كنهها الربوبية وفى أنفسكم أفلا تبصرون ان قلت فلم العقاب ولم التكليف قلت هما غير معللين لان العقاب لازم الفعل كما مر واللازم غير معلل والتكليف ثبت في القضا فوقوعه حتم بل الكل لوازم أسمائه في الحضرة الواحدية وأيضا التكليف ليحصل هذا النظر بعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وينقطع السؤال والمقال وينكشف جلية الحال ونحن نرى كثيرا من الناس يقولون إذ هو القاهر فوق عباده والكل من عنده فمن يكلف ومن يعاقب فليقل له لو كنت موقنا بقهره فوق عباده وناظرا نظر شهود ان الكل من عنده لماذا سئلت هذا فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين ونرى من يسئل ويقول بمقتضى بعض القواعد والآيات لا قدره لنا ولا اختيار فليتل لهذا القائل ما تلونا عليك وليؤم إليه انك ان كنت من أهل الحق فاسلب الاختيار عنك بالسلب الصادق بانتفاء الموضوع وليقرأ قوله تعالى قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ولينشد ما قيل بالفارسية كر خرابم كنى ايعشق چنان كن بارى * كه نبايد دكرم منت تعمير كشيد والا فسلبك الاختيار عنك واثباتك جبل انيتك لا يجديك ولا يرفع التكليف عنك كما يشتهى نفسك الامارة بل هو تهافت فكما ان الوجود من الحق وللحق وأنت تضيف إلى نفسك وتقول وجودي وملكته فكك القدرة والاختيار فإذا أردت أن تكون ابنيا للحق ولا تخونه ولا بديو ما ان يرد الودايع فسلم الأمانة لأهلها برمتها لا كما قال تعالى في حق بعض الكفرة نؤمن ببعض ونكفر ببعض وبالجملة ان اشتهيت ان تحسم عرق الفساد فانف من ارض وجودك انائيتك التي هي منبع الشين والعناد فتستريح أنت وغيرك ولعلك سمعت القصة المشهورة فيمن كان له أم زانية وكان هو يتحبى ويقتل الزناة وهكذا كان ديد نه حتى قيل له ان تقتل هذه العجوزة المكارة وحدها فتسريح أنت وهؤلاء الشبان كان خيرا من قتل خلق كثير فما دام أنت أنت فالاختيار اختيارك ولا تنف هذا الولد عن نفسك فتحد فلا تبق حتى تبقى بقاء أدوم وتختار اختيارا أتم فأولك الاختيار وأخرك الاختيار وتبا وتعسا للقائلين بالاجبار والاضطرار بيان اخر للامر بين الامرين ان ههنا نظرين نظر استناد الكل إليه تعالى بلا واسطة باعتبار اخذ الوجود لا بشرط وهذا هو النظر الاجمالي الذي يسقط بهذا
(١١٤)