شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١١٣
إذا أخذت باعتبار أوجهها إلى الرب لا إذا أخذت باعتبار أوجهها إلى أنفسها بل إلى أنفسها فالوحدة قاهرة والرحمة سابقة وليس هذا قولا بالثنوية لان الثنوى يقول بمبدأين مستقلين ونحن أرجعنا النقص إلى النقص والكمال إلى الكمال فان المهية وإن كانت موجودة لكن وجودها كالانتزاعيات بمعنى وجود منشأ انتزاعها بوجه وهي فانية في الوجود كفناء الجنس في الفصل لان تركيبها مع الوجود حقيقي وهولا يتحقق الا بين متحصل ولا متحصل لا بين متحصلين وليس التركيب من المهية والوجود أو من وجه الله ووجه النفس أو ما شئت فسمه تركيبا من شئ وشئ بل من شئ وفيئ إذ هنا شئ وتحقق الشئ وتحقق الشئ هو مذوته وبدونه لا ذات له بها تكون هو هو فلما لم يضق دار الوجود عن المهيات وسعة الرحمة عن لادمات ولم يأب هذا العين عن الغير ولم يقصر رداء الوحدة عن شمول الكثرة والكل أسمائها لم ينثلم الوحدة الحقة وليس معنى الامر بين الامرين انه مركب من الجبر والتفويض بان يكون فيه شوب من هذا وشوب من ذاك كالحرارة الفاترة بل الفعل بسيط محض بمعنى انه تسخير محض في عين كونه اختيارا محضا واختيار بحت في عين كونه تسخيرا محضا كما قيل از صفاى مى ولطافت جام * درهم آميخت رنك جام ومدام همه جا هست ونيست كوئى مى * يا مدام است ونيست كوئى جام وفى اشعار العارف الجامي س باده نهان وجام نهان آمده پديد * در جام عكس باده ودر باده رنك جام رق الزجاج اه بيان اخر قد تقرر ان الذاتي لا يعلل والجعل التركيبي بين الشئ ونفسه وجزئه ولازمه باطل واللوازم تابعة للملزومات في المجعولية واللا مجعولية فكما ان الأربعة واجبة الزوجية والنار مفطورة على الحرارة والماء على البرودة وليست بجعل علي حده ولا استعداد مادة كما في حصول الحرارة للماء مثلا كذلك الانسان مجبول على الاختيار لا يتصور غير ذلك وهذا معنى ما قيل إنه مضطر في عين اختيار وقولهم الوجوب بالاختيار لا ينافى الاختيار بل تحققه فكون الانسان مختارا لا ينبغي ان يكون محل كلام بهذا وبما اشتهر من التفرقة الضرورية بين حركة الرعشة والبطش وبين الصعود إلى المنارة والهوى عنها والعالم ظل الله قل كل يعمل على شاكلته ان الله خلق ادم على صورته فلو كان فيه تعالى اضطرار لوجد في العالم ولما كان هو تعالى صرف الاختيار فالعالم كله مختار حتى الجمادات الشاعرات به المسبحات له فبطل قول الأشعري بنفي الاختيار عن الانسان واما بطلان التفويض فلما مر من استناد الوجود المطلق والجهة النورانية من كل شئ إلى الله تعالى وهو الوجود الحق وقد كتبت
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»