التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٥٨١
المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين الجوانح مني علما جما هاه هاه، ألا لا أجد من يحمله، ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة، ف‍ " لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحب القبور " (1).
ثم قال الباقر (عليه السلام): الحمد لله الذي من علينا، ووفقنا لعبادة الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا، وجنبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا وشكرا واصبا، وقوله عز وجل: " لم يلد ولم يولد "، يقول: " لم يلد " فيكون له ولد يرثه ملكه، " ولم يولد " فيكون له والد يشركه في ربوبيته، وملكه، " ولم يكن له كفوا أحد " فيعازه (2) في سلطانه (3).
وفي المجمع: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سأله رجل عن تفسير هذه السورة، فقال: " قل هو الله أحد " بلا تأويل عدد، " الصمد ": بلا تبعيض بدد " لم يلد ": فيكون موروثا هالكا، " ولم يولد ": فيكون إلها مشاركا، " ولم يكن له ": من خلقه " كفوا أحد " (4).
وفي نهج البلاغة: لم يولد فيكون في العز مشاركا (5).
وفي الكافي: عن السجاد (عليه السلام) إنه سئل عن التوحيد، فقال: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله: " قل هو الله أحد " والآيات من سورة الحديد إلى قوله: " عليم بذات الصدور " (6) فمن رام وراء ذلك فقد هلك (7).
وعن الرضا (عليه السلام): أنه سئل عن التوحيد فقال: كل من قرأ " قل هو الله أحد " وآمن بها فقد عرف التوحيد، قيل: كيف يقرؤها؟ قال: كما يقرؤها الناس، وزاد فيها: كذلك الله ربي مرتين (8).
وعن الباقر (عليه السلام): " قل هو الله أحد ": ثلث القرآن (9).
وفي الإكمال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من قرأ " قل هو الله أحد ": مرة فكأنما قرأ ثلث

١ - الممتحنة: ١٣.
٢ - وفي نسخة: [فينازعه].
٣ - التوحيد: ص ٩٢ - ٩٣، ح ٦، باب ٤ - معنى " قل هو الله أحد ". وفيه: " فيعاونه في سلطانه ".
٤ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٥٦٦، س ٢٨.
٥ - نهج البلاغة: ص ٢٦٠، الخطبة: ١٨٢.
٦ - الحديد: ١ - ٦.
٧ - الكافي: ج ١، ص ٩١، ح ٣، باب النسبة.
٨ - الكافي: ج ١، ص ٩١، ح ٤، باب النسبة.
٩ - الكافي: ج ٢، ص ٦٢١، ح ٧، باب فضل القرآن.
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»