النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقال: انطلق إلى بئر أزوان فإن فيها سحرا سحرني به لبيد ابن أعصم اليهودي فائتني به، قال (عليه السلام): فانطلقت في حاجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهبطت، فإذا ماء البئر صار كأنه الجنا (1) من السحر فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به، قال الذين معي: ما فيه شئ فاصعد، قلت: لا والله ما كذبت ولا كذب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما نفسي بيده مثل أنفسكم، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا (2)، فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: افتحه، ففتحته وإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليه إحدى عشرة عقدة، وكان جبرئيل (عليه السلام) انزل يومئذ بالمعوذتين على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) يا علي اقرأها على الوتر، فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها، وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحر، وعافاه (3).
وفي رواية: إن جبرئيل وميكائيل أتيا النبي (صلى الله عليه وآله) فجلس أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فقال جبرئيل لميكائيل: ما وجع الرجل؟ فقال ميكائيل: هو مطبوب (4)، فقال جبرئيل: ومن طبه، قال: لبيد بن أعصم اليهودي، ثم ذكر الحديث (5).
وعن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود، ولا في مصحفه، فقال (عليه السلام): أخطأ ابن مسعود، أو قال: كذب ابن مسعود، هما من القرآن، قال الرجل: فأقرأ بهما في المكتوبة؟ قال:
نعم، وهل تدري ما معنى المعوذتين؟ وفي أي شئ أنزلتا؟ إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سحره لبيد بن