التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٥٨٤
ومن شر غاسق إذا وقب 3 ومن شر النفاثات في العقد 4 ومن شر حاسد إذا حسد 5 * (ومن شر غاسق) *: ليل عظم ظلامه، كقوله: " إلى غسق الليل " (1).
* (إذا وقب) *: دخل ظلامه في كل شئ.
قيل: خص الليل لأن المضار فيه تكثير، ويعسر الدفع، ولذلك قيل: الليل أخفى للويل (2).
* (ومن شر النفاثات في العقد) *: من شر النفوس، أو النساء السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط، وينفثن عليها، والنفث: النفخ مع ريق.
* (ومن شر حاسد إذا حسد) *: إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه، فإنه لا يعود ضرره منه، قبل ذلك إلى المحسود، بل يخص به لإغتمامه بسروره.
وفي المعاني مرفوعا: إنه قال في هذه الآية: أما رأيته إذا فتح عينيه، وهو ينظر إليك هو ذاك (3).
قيل: خص الحسد بالإستعاذة منه لأنه العمدة في الإضرار (4).
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاد الحسد أن يغلب القدر (5).
في طب الأئمة: عن الصادق (عليه السلام) إن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد، قال:
لبيك يا جبرئيل، قال: إن فلانا سحرك، وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه، يعني البئر أوثق الناس عندك، وأعظمهم في عينيك، وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر، قال: فبعث

١ - الفجر: ٧٨.
٢ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥٨٣، س ٦.
٣ - معاني الأخبار: ص ٢٢٧ - ٢٢٨، ح ١، باب معنى شر الحاسد إذا حسد.
٤ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥٨٣، س ١٥.
٥ - الكافي: ج ٢، ص 307، ح 4، باب الحسد.
(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 » »»