التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٣٣
ذرني ومن خلقت وحيدا 11 وجعلت له مالا ممدودا 12 وبنين شهودا 13 ومهدت له تمهيدا 14 ثم يطمع أن أزيد 15 كلا إنه كان لآياتنا عنيدا 16 سأرهقه صعودا 17 بيسره على المؤمنين. وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: إن منا إماما مظفرا مستترا، فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله (1).
* (ذرني ومن خلقت وحيدا) *: قيل: نزل في الوليد بن المغيرة عم أبي جهل، فإنه كان يلقب بالوحيد، سماه الله به تهكما (2).
وقيل: أي ذرني وحدي معه فإني أكفيكه (3).
وفي المجمع: عن الباقر (عليه السلام) إن الوحيد: من لا يعرف له أب (4).
* (وجعلت له مالا ممدودا) *: مبسوطا كثيرا.
* (وبنين شهودا) *: حضورا معه بمكة يتمتع بلقائهم.
* (ومهدت له تمهيدا) *: وبسطت له في الرئاسة، والجاه العريض حتى لقب ريحانة قريش، والوحيد.
* (ثم يطمع أن أزيد) *: على ما أوتي، وهو استبعاد لطمعه.
* (كلا إنه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا) *: سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو مثل لما يلقى من الشدائد.
وروي: أن الصعود: جبل من النار يصعد فيه (5) سبعين خريفا (6)، ثم يهوي فيه كذلك

١ - الكافي: ج ١، ص ٣٤٣، ح ٣٠، باب في الغيبة. ٢ - تفسير أبي السعود: ج ٩، ص ٥٦، س ١٥.
٣ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥١٧، س ١٨.
٤ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٣٨٧، س ٢٣.
٥ - هكذا في الأصل. والصحيح: " يتصعد فيه ".
٦ - الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، والمراد من قوله (عليه السلام): " يصعد فيه سبعين خريفا " أي سبعون سنة، لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، فإذا انقضى سبعون خريفا فقد مضت سبعون سنة. م وفي الكافي: قلت: وما الخريف جعلت فداك؟ قال: زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما. انظر الكافي: ج ٣، ص ١٢٠، ح ٣، باب ثواب عيادة المريض، وجاء في معاني الأخبار: ص ٢٢٦ في حديث قال (عليه السلام):
والخريف سبعون سنة، وفي مستدرك الوسائل: قلت: وما الخريف؟ قال: زاوية في الجنة مسيرة مائة عام. انظر مستدرك الوسائل: ج ١٠، ص 380، ح 12223 / 22، باب 77 - استحباب زيارة المؤمنين خصوصا الصلحاء، وجاء في بعض الأخبار أن الخريف ألف عام، والعام ألف سنة.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»