التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢٧٧
فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية 10 إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية 11 لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن وعية 12 * (فعصوا رسول ربهم) *: فعصى كل أمة رسولها.
* (فأخذهم أخذة رابية) *: زائدة في الشدة زيادة أعمالهم في القبح.
القمي: عن الباقر (عليه السلام) والرابية: التي أربت على ما صنعوا (1).
* (إنا لما طغا الماء) *: جاوز حده المعتاد، يعني في الطوفان.
* (حملناكم في الجارية) *: حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم في سفينة نوح.
* (لنجعلها) *: لنجعل الفعلة، وهي إنجاء المؤمنين، وإغراق الكافرين.
* (لكم تذكرة) *: عبرة، ودلالة على قدرة الصانع، وحكمته، وكمال قهره، ورحمته.
* (وتعيها) *: وتحفظها.
* (أذن وعية) *: من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه بتذكره، وإشاعته، والتفكر فيه، والعمل بموجبه، وقرئ " اذن " بالتخفيف.
في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال لعلي (عليه السلام): يا علي إن الله تعالى أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وتعي، وحق على الله أن تعي، فنزل: " وتعيها أذن وعية " (2).
وفيه (3)، وفي العيون (4)، والجوامع: عنه (صلى الله عليه وآله) إنه لما نزلت هذه الآية قال: سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي (5).
وفي رواية: لما نزلت قال: اللهم اجعلها اذن علي، ثم قال علي (عليه السلام): فما سمعت شيئا من

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 385، س 3.
2 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 345، س 29.
3 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 346، س 3.
4 - عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 62، ح 256.
5 - جوامع الجامع: ص 506 - 507، الطبعة الحجرية. وإليك بقية الحديث: " قال: فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى ".
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 273 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»