ما أنت بنعمة ربك بمجنون 2 وإن لك لأجرا غير ممنون 3 قال الله عز وجل له: كن مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده، ثم قال: واليد القوة، وليس بحيث يذهب إليه المشبهة، ثم قال لها: كوني قلما، ثم قال له: اكتب، فقال له: يا رب وما أكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك، ثم ختم عليه، وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم (1).
والقمي: عنه (عليه السلام) أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان، وما هو كائن إلى يوم القيامة (2).
وفي المجمع: عن الباقر (عليه السلام) " ن ": نهر في الجنة، قال الله تعالى له كن مدادا فجمد، وكان أبيض من اللبن، وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، فكتب القلم ما كان، وما هو كائن إلى يوم القيامة (3). وقد مر حديث آخر في هذا المعنى في سورة الجاثية (4).
وفي الخصال: عنه (عليه السلام) قال: إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرة أسماء: خمسة في القرآن، وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن: فمحمد، وأحمد، وعبد الله، ويس، ون (صلى الله عليه وآله) (5).
* (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) *: جواب القسم، أي ما أنت بمجنون، منعما عليك بالنبوة، وحصافة الرأي (6)، وهو جواب لقولهم: " يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون " (7).
* (وإن لك) *: على تحمل أعباء الرسالة وقيامك بمواجبها.
* (لأجرا) *: لثوابا.