التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢٥٧
بسم الله الرحمن الرحيم ن والقلم وما يسطرون 1 سورة القلم: وتسمى سورة ن، وهي مكية، وقال ابن عباس من أوله إلى قوله:
" سنسمه على الخرطوم " (1) مكي، وما بعده إلى قوله: " لو كانوا يعلمون " (2) مدني، وما بعده إلى قوله: " يكتبون " (3)، مكي، وما بعده مدني، وهي اثنتان وخمسون آية بالإجماع.
* (ن والقلم وما يسطرون) *: في المعاني: عن سفيان، عن الصادق (عليه السلام) قال: وأما " ن ": فهو نهر في الجنة، قال الله عز وجل: اجمد، فجمد، فصار مدادا، ثم قال عز وجل للقلم:
اكتب، فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان، وما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور، والقلم قلم من نور، واللوح لوح من نور، قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين لي أمر اللوح، والقلم، والمداد فضل بيان، وعلمني مما علمك الله، فقال: يا بن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك ف‍ " نون " ملك يؤدي إلى القلم، وهو ملك، والقلم يؤدي إلى اللوح، وهو ملك، واللوح يؤدي إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل، وجبرئيل يؤدي إلى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال: ثم قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك (4).
وفي العلل: عنه (عليه السلام) وأما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، وأحلى من العسل،

١ و ٢ و ٣ - القلم: ١٦ و ٣٣ و ٤٧.
٤ - معاني الأخبار: ص ٢٢ - ٢٣، ح ١، باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 257 258 259 260 261 262 ... » »»