فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون 35 * (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) *: أولوا الثبات والجد منهم، فإنك من جملتهم، وأولوا العزم أصحاب الشرائع اجتهدوا في تأسيسها وتقريرها، وصبروا على مشاقها.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: هم نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم، قيل: كيف صاروا أولي العزم؟ قال: لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة، وكل من جاء بعد نوح (عليه السلام) أخذ بكتاب نوح (عليه السلام) وشريعته ومنهاجه، حتى جاء إبراهيم (عليه السلام) بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به، فكل نبي جاء بعد إبراهيم (عليه السلام) أخذ بشريعة إبراهيم (عليه السلام) ومنهاجه وبالصحف، حتى جاء موسى (عليه السلام) بالتوراة وبشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف، فكل نبي جاء بعد موسى (عليه السلام) أخذ بالتوراة وبشريعته ومنهاجه، حتى جاء المسيح (عليه السلام) بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى (عليه السلام) ومنهاجه، فكل نبي جاء بعد المسيح (عليه السلام) أخذ بشريعته ومنهاجه، حتى جاء محمد (صلى الله عليه وآله) فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فهؤلاء أولوا العزم من الرسل (عليهم السلام) (1).
وعنه (عليه السلام): سادة النبيين خمسة: وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليه وآله وعليهم وعلى جميع الأنبياء (2).
وفي العيون: عن الرضا (عليه السلام) ما يقرب من الروايتين (3).
وفي الكافي (4)، والعلل: عن الباقر (عليه السلام) إنما سموا أولي العزم لأنه عهد إليهم في محمد (صلى الله عليه وآله)