أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقدر على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شئ قدير 33 ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون 34 يجد أحدا يقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له: وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءته، قال بعضهم لبعض: " أنصتوا " يعني اسكتوا " فلما قضى " أي فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من القراءة " ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا " إلى قوله:
" في ضلل مبين " فجاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسلموا وآمنوا، وعلمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) شرائع الإسلام، فأنزل الله عز وجل على نبيه (صلى الله عليه وآله): " قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن " (1) السورة كلها، فحكى الله عز وجل قولهم، وولى عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا منهم، وكانوا يعودون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل وقت، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يعلمهم ويفقههم، فمنهم مؤمنون، وكافرون، وناصبون، ويهود، ونصارى، ومجوس، وهم ولد الجان، وسئل العالم (عليه السلام) عن مؤمني الجن أيدخلون الجنة؟ فقال: لا، ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنو الجن وفساق الشيعة (2).
* (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن) *: ولم يتعب ولم يعجز.
* (بقدر على أن يحيى الموتى) *: " الباء " مزيدة لتأكيد النفي، وقرئ بقدر.
* (بلى إنه على كل شئ قدير * ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق) *: الإشارة إلى العذاب.
* (قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) *: إهانة وتوبيخ لهم.