ولقد مكنهم فيما إن مكنكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصرا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون 26 وكان هود يقول لهم: ما حكى الله في سورة هود: " استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " إلى قوله: " ولا تتولوا مجرمين " (1) فلم يؤمنوا، وعتوا فأوحى الله إلى هود أنه يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا، بريح فيها عذاب أليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحابة قد أقبلت ففرحوا، فقالوا:
" هذا عارض ممطرنا " الساعة تمطر، فقال لهم هود: " بل هو ما استعجلتم به " إلى قوله: " بأمر ربها "، قال: فلفظه عام ومعناه خاص، لأنها تركت أشياءا كثيرة لم تدمرها وإنما دمرت مالهم كله، قال: وكل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لامة محمد (صلى الله عليه وآله) (2).
وروي أن هود لما أحس بالريح اعتزل بالمؤمنين في الحظيرة وجاءت الريح فأمالت الأحقاف على الكفرة، وكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام، ثم كشفت عنهم، واحتملتهم، وقذفتهم في البحر (3).
* (ولقد مكنهم فيما إن مكنكم فيه) *: " إن " نافية أو شرطية محذوفة الجواب، أي كان بغيكم أكثر.
* (وجعلنا لهم سمعا وأبصرا وأفئدة) *: ليعرفوا تلك النعم ويستدلوا بها على مانحها، ويواظبوا على شكرها.
* (فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصرهم ولا أفئدتهم من شئ) *: من الإغناء.
* (إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) *: من