التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٥٥
ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون 20 والدرجات: غالبة في المثوبة، وهاهنا جاءت على التغليب.
* (وليوفيهم أعملهم) *: جزاؤها، وقرئ بالنون.
* (وهم لا يظلمون) *: بنقص ثواب، وزيادة عقاب.
* (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) *: يعذبون بها.
وقيل: تعرض النار عليهم، فقلب مبالغة كقولهم: عرضت الناقة على الحوض (1).
* (أذهبتم طيبتكم) *: لذائذكم، أي يقال لهم: أذهبتم، وقرئ بالاستفهام.
* (في حياتكم الدنيا) *: باستيفائها.
* (واستمتعتم بها) *: فما بقى لكم منها شئ.
القمي قال: أكلتم وشربتم ولبستم وركبتم وهي في بني فلان (2).
* (فاليوم تجزون عذاب الهون) *: قال: العطش (3).
* (بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) *: عن طاعة الله، في المحاسن: عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: اتي النبي (صلى الله عليه وآله) بخبيص (4) فأبى أن يأكله، فقيل أتحرمه؟ قال: لا، ولكني أكره أن تتوق (5) إليه نفسي، ثم تلا هذه الآية " أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا " (6).

١ - أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٨٨، س ١٢.
٢ و ٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٩٨، س ٦.
٤ - الخبيص والخبيصة: طعام معمول من التمر والزبيب والسمن، فعيل بمعنى مفعول، ويجمع على أخبصة. مجمع البحرين: ج ٤، ص ١٦٧، مادة " خبص ".
٥ - تاقت نفسي إلى الشئ توقا وتوقانا، أي اشتاقت. يقال: المرء تواق إلى ما لم ينل. الصحاح: ج ٤، ص ١٤٥٣، مادة " توق ".
٦ - المحاسن: ج ٢، ص 177، ح 1501 / 137، باب 15 - التواضع.
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»