ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيمة وهم عن دعائهم غافلون 5 وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كفرين 6 * (ائتوني بكتب من قبل هذا) *: من قبل هذا الكتاب، يعني القرآن فإنه ناطق بالتوحيد.
* (أو أثرة من علم) *: أو بقية من علم بقيت عليكم من علوم الأولين، هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به؟
* (إن كنتم صادقين) *: في عدواكم، وهو إلزام بعدم ما يدل على ألوهيتهم بوجه ما نقلا بعد إلزامهم بعدم ما يقتضيها عقلا.
وفي المجمع: قرأ علي (عليه السلام) أو " أثرة " بسكون الثاء من غير ألف (1).
في الكافي: عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية؟ فقال: عنى بالكتاب: التوراة والإنجيل، وأما أثارة من العلم: فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء (2).
* (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له) *: إنكار أن يكون أحد أضل من المشركين حيث تركوا عبادة السميع المجيب القادر الخبير إلى عبادة من لا يستجيب لهم لو سمع دعائهم، فضلا عن أن يعلم سرائرهم ويراعي مصالحهم.
* (إلى يوم القيمة) *: ما دامت الدنيا.
* (وهم عن دعائهم غافلون) *: لأنهم إما جمادات، وإما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالهم.
* (وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء) *: يضرونهم ولا ينفعونهم.
* (وكانوا بعبادتهم كفرين) *: كل من الضميرين ذو وجهين.