التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٤٠
هذا كتبنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون 29 * (كل أمة تدعى إلى كتبها) *: صحيفة أعمالها، وقرئ كل بالنصب.
* (اليوم تجزون ما كنتم تعملون) *: على تقدير القول.
* (هذا كتبنا) *: قيل: أضاف صحائف أعمالهم إلى نفسه لأنه أمر الكتبة أن يكتبوا فيها أعمالهم (1).
أقول: ويأتي وجه آخر عن قريب.
* (ينطق عليكم بالحق) *: يشهد عليكم بما عملتم بلا زيادة ولا نقصان.
* (إنا كنا نستنسخ) *: نستكتب الملائكة.
* (ما كنتم تعملون) *: أعمالكم، وفي الكافي (2)، والقمي: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية؟ فقال: إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الناطق بالكتاب، قال الله تعالى: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " فقيل: إنا لا نقرؤها هكذا، فقال:
هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله)، ولكنه مما حرف من كتاب الله (3).
أقول: كأنه قرأ (عليه السلام) ينطق بضم الياء وفتح الطاء (4).
وعن الصادق (عليه السلام): أنه سئل عن " ن والقلم " (5) قال: إن الله تعالى خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر، وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما أكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٨٣، س ٦.
٢ - الكافي: ج ٨، ص ٥٠، ح ١١.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٩٥، س ١٤. وفيه: " هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق "، وهذا أنسب مما في الكافي.
٤ - أقول: لم أر وجها صحيحا لقوله (قدس سره).
٥ - القلم: ١.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 445 447 ... » »»