التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٣٩
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينت ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين 25 قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون 26 ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون 27 وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتبها اليوم تجزون ما كنتم تعملون 28 * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينت) *: واضحات الدلالة على ما يخالف معتقدهم.
* (ما كان حجتهم) *: ما كان لهم متشبث يعارضونها به.
* (إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين * قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه) *: فإن من قدر على الإبداء قدر على الإعادة.
* (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *: لقلة تفكرهم، وقصور نظرهم على ما يحسونه.
* (ولله ملك السماوات والأرض) *: تعميم للقدرة بعد تخصيصها.
* (ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون * وترى كل أمة جاثية) *:
قيل: أي مجثية من الجثوة وهي الجماعة (1)، أو باركة مستوفزة (2) على الركب (3).
والقمي: أي على ركبها (4).

١ - قال الطريحي في مجمع البحرين: ج ١، ص ٨١: جثيا: أي على الركب لا يستطيعون القيام بما هم فيه، واحدهم:
جاث: وتلك جلسة المخاصم والمجادل، وفي حديث علي (عليه السلام) " أنا أول من يجثو للخصومة "، أي يجلس على الركب وأطراف الأصابع عند الحساب. أقول: وهذا المعنى هو الأوضح.
٢ - الوفز - ويحرك -: العجلة جمعها أوفاز، وأوفزه أعجله، واستوفز في قعدته: انتصب فيها غير مطمئن، أو وضع ركبتيه ورفع أليتيه، أو استقل على رجليه ولما يستو قائما وقد تهيأ للوثوب. القاموس المحيط: ج ٢، ص ١٩٥، مادة " وفز ". ٤ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٨٣، س ٤.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 295، س 9.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 445 ... » »»