* (إلا حياتنا الدنيا) *: التي نحن فيها.
* (نموت ونحيا) *: قيل: أي نموت نحن ويحيى آخرون ممن يأتون بعدنا (1).
والقمي: هذا مقدم ومؤخر لأن الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وإنما قالوا: " نحيي ونموت " (2).
* (وما يهلكنا إلا الدهر) *: إلا مرور الزمان.
* (وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) *: إذ لا دليل لهم عليه.
القمي: فهذا ظن شك، ونزلت هذه الآية في الدهرية، وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمير المؤمنين (عليه السلام) وبأهل بيته (عليهم السلام)، وإنما كان إيمانهم إقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال (3).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في حديث وجوه الكفر قال: فأما كفر الجحود: فهو الجحود بالربوبية، وهو قول من يقول لا رب ولا جنة ولا نار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم: الدهرية، وهم الذين يقولون: " ما يهلكنا إلا الدهر " وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم، ولا تحقيق لشئ مما يقولون، قال الله عز وجل " إن هم إلا يظنون " إن ذلك كما يقولون (4).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، قال: وتأويله إن أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة، والبلايا النازلة إلى الدهر، فيقولون: فعل الدهر كذا، وكان يسبون الدهر، فقال (عليه السلام): إن فاعل هذه الأمور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل: معناه فإن الله مصرف الدهر ومدبره، قال: والوجه الأول أحسن فإن كلامهم مملو من ذلك ينسبون أفعال الله إلى الدهر (5).