التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٦٧
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون 27 قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 28 ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 29 * (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) *: يحتاج إليه الناظر في أمر دينه.
* (لعلهم يتذكرون) *: يتعظون به.
* (قرآنا عربيا غير ذي عوج) *: لا اختلال فيه بوجه ما.
* (لعلهم يتقون * ضرب الله مثلا) *: للمشرك والموحد.
* (رجلا فيه شركاء متشاكسون) *: متنازعون مختلفون.
* (ورجلا سلما لرجل) *: خالصا لواحد ليس لغيره عليه سبيل، وقرئ سالما.
قيل: مثل المشرك على ما يقتضيه مذهبه من أن يدعي كل واحد من معبوديه عبوديته، ويتنازعون فيه بعبد يتشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه (1) في مهماتهم المختلفة في تحيره وتوزع قلبه، والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل (2).
والقمي: مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولشركائه الذين ظلموه وغصبوه، قوله: " متشاكسون " أي متباغضون، وقوله: " ورجلا سلما لرجل " أمير المؤمنين سلم لرسول الله صلوات الله عليهما (3).

١ - العارة: ما تداولوه بينهم ج عواري مشددة ومخففة، وتعاوروه: تداولوه، وعاره يعوره ويعيره أخذه وذهب به أو أتلفه القاموس المحيط: ج ٢، ص ٩٧، مادة " العور ".
٢ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٢١ - ٣٢٢.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 249، س 1.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»