التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥٦
النساء (1).
* (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزوج) *: أهلي، ووحشي من البقر، والضأن، والمعز، وبخاتي، وعراب من الإبل، كما مر بيانه في سورة الأنعام (2).
في الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الآية قال: إنزاله ذلك خلقه إياه (3).
* (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) *: حيوانا سويا من بعد العظام، مكسوة لحما من بعد عظام عارية من بعد مضغة من بعد علقة من بعد نطفة.
في نهج البلاغة: أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف (4) الأستار، نطفة دهاقا (5)، وعلقة محاقا (6)، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا (7) (8).
* (في ظلمت ثلث) *: في المجمع: عن الباقر (عليه السلام) (9)، والقمي: قال: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة (10).
وفي التوحيد (11): عن الصادق (عليه السلام) مثله، وزاد حيث لا حيلة له في طلب غذاء، ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة، ولا دفع مضرة، فإنه يجري إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه، وقوى أديمه (12) على مباشرة الهواء، وبصره على ملاقاة الضياء: هاج الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج، فأعنفه حتى يولد (13).

١ - ذيل الآية: ١، انظر ج ٢، ص ١٧٥ - ١٨٢ من كتابنا تفسير الصافي.
٢ - ذيل الآية: ١٤٣، انظر ج ٣، ص ١١٢ - ١١٣ من كتابنا تفسير الصافي.
٣ - الإحتجاج: ج ١، ص ٣٧٢، س ٧، احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على زنديق في آي متشابهة.
٤ - شغف: جمع شغاف وهو غلاف القلب، والمراد الأستار المتراكمة على بعض، دهاقا: أي كثيرة. محاقا: أي ناقصة منه (قدس سره). ٥ - دهاقا: متتابعا، دهقها: صبحها بقوة. وقد تفسر الدهاق بالممتلئة، أي ممتلئة من جراثيم الحياة.
٦ - علقة محاقا: أي خفي فيها، ومحق كل شكل وصورة.
٧ - اليافع: الغلام، راهق العشرين.
٨ - نهج البلاغة: ص ١١٢، في صفة خلق الانسان، الخطبة ٨٣.
٩ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤١٦، س ٤.
١٠ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٤٦، س ٨.
١١ - أي كتاب التوحيد للمفضل بن عمر. ١٢ - الأديم: الجلد المدبوغ. مجمع البحرين: ج ٦، ص ٦، مادة " أدم ".
١٣ - بحار الأنوار: ج ٣، ص 62، قطعة من حديث 1، باب 4 - الخبر المشتهر بتوحيد المفضل بن عمر.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 251 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»