التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٦٠
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين 11 وأمرت لان أكون أول المسلمين 12 * (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) *: الظرف إما متعلق بأحسنوا أو بحسنة، وعلى الأول تشمل الحسنة حسنة الدارين، وعلى الثاني لا ينافي نيل حسنة الآخرة أيضا، والحسنة في الدنيا: كالصحة والعافية.
في الأمالي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن المؤمن يعمل لثلاث من الثواب: إما لخير فإن الله يثيبه بعمله في دنياه، ثم تلا هذه الآية، ثم قال: فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة (1).
* (وأرض الله وسعة) *: فمن تعسر عليه التوفر على الإحسان في وطنه فليهاجر إلى حيث تمكن منه.
* (إنما يوفى الصابرون) *: على مشاق الطاعة من احتمال البلاء ومهاجرة الأوطان لها.
* (أجرهم بغير حساب) *: أجرا لا يهتدي إليه حساب الحساب.
العياشي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثم تلا هذه الآية (2).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟
فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا ادخلوا الجنة، وهو قول الله عز وجل: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " (3).
* (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) *: موحدا له.
* (وأمرت لان أكون أول المسلمين) *: مقدمهم في الدنيا والآخرة.

١ - الأمالي للشيخ الطوسي: ص ٢٦، ح ٣١ / ٣١، المجلس الأول.
٢ - لم نعثر عليه في تفسير العياشي، بل وجدناه في مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤٩٢، س ٨، نقلا عن العياشي.
٣ - الكافي: ج ٢، ص 75، ح 4، باب الطاعة والتقوى.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»