التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥٥
خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفر 5 خلقكم من نفس وحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزوج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمت ثلث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون 6 * (لاصطفى) *: لاختار.
* (مما يخلق ما يشاء) *: قيل: أي ما كان يتخذ الولد باختيارهم حتى يضيفوا إليه من شاؤوا بل كان يختص من خلقه من يشاء لذلك، نظيره " لو أردنا أن نتخذ لهوا لأتخذنه من لدنا " (1) (2).
* (سبحانه) *: عن الشريك والصاحبة والولد.
* (هو الله الوحد القهار) *: ليس له في الأشياء شبيه، ولا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذا في التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في معنى واحديته تعالى (3).
* (خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) *: يغشي كل واحد منهما الآخر كأنه يلف عليه لف اللباس باللابس، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة، أو يجعله كارا عليه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة.
* (وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز) *: الغالب على كل شئ.
* (الغفر) *: حيث لم يعاجل بالعقوبة.
* (خلقكم من نفس وحدة ثم جعل منها زوجها) *: قد سبق تفسيره في سورة

١ - الأنبياء: ١٧. 2 - قاله الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 488، س 27.
3 - التوحيد: ص 83 - 84، ذيل ح 3، باب 3 - معنى الواحد، والتوحيد، والموحد.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 251 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»