التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥٨
أمن هو قنت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب 9 * (ثم إذا خوله) *: أعطاه تفضلا فإن التخويل مختص بالتفضل (1).
* (نعمة منه) *: من الله.
* (نسى ما كان يدعوا إليه) *: أي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه.
* (من قبل) *: من قبل النعمة.
* (وجعل لله أندادا) *: شركاء.
* (ليضل عن سبيله) *: وقرئ بفتح الياء.
* (قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحب النار) *: أمر تهديد فيه إشعار بأن الكفر نوع تشهي لا مستند له، واقناط للكافرين من التمتع في الآخرة. القمي: نزلت في أبي فلان (2).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية فقال: نزلت في أبي الفصيل (3) إنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنده ساحرا، فكان إذا مسه الضر يعني: السقم دعا ربه منيبا إليه، يعني نائبا إليه من قوله في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يقول: " ثم إذا خوله نعمة منه " يعني العافية نسي ما كان يدعو إليه من قبل، يعني نسى التوبة إلى الله تعالى مما كان يقول في رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنه ساحر، ولذلك قال الله عز وجل: " قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحب النار " يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله)، قال: ثم عطف القول من الله عز وجل في علي (عليه السلام) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال (4):
* (أمن هو قنت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه

١ - لم نجد وجها لتخصيص التخويل بالتفضل.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٤٦، س ١٢.
٣ - كني بأبي الفصيل عن أبي بكر، فإن الفصيل بكسر المهملة: ولد الناقة كالبكر. منه (قدس سره).
٤ - الكافي: ج ٨، ص 204 - 205، ح 246.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»