التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٤٥
إذ قال ربك للملائكة إني خلق بشرا من طين 71 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 72 لبيك يا رب، قال: فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت سبحانك لا علم لي إلا ما علمتني، قال فوضع يده أي يد القدرة بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، قال: فلم يسألني عما مضى ولا عما بقى إلا علمته، فقال: يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات والدرجات والحسنات، فقال لي: يا محمد قد انقطع أكلك وانقضت نبوتك فمن وصيك؟ فقلت: يا رب إني قد بلوت (1) خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لي من علي، فقال: ولي يا محمد، فقلت يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أر في خلقك أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: ولي يا محمد، فبشره بأنه راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور لمن أطاعني، والكلمة الباقية التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني مع ما أني أخصه بما لم أخص به أحدا، فقلت: يا رب أخي، وصاحبي، ووزيري، ووارثي، فقال: إنه أمر قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به مع ما أني قد نحلته، ونحلته، ونحلته، ونحلته، أربعة أشياء عقدها بيده ولا يفصح بها عقدها (2).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال ربي: أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا، قال: اختصموا في الكفارات، والدرجات، فأما الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات (3)، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وأما الدرجات: فافشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام (4). وفي الخصال: بنحو آخر قريب منه (5).
* (إذ قال ربك للملائكة إني خلق بشرا من طين * فإذا سويته) *: عدلت

١ - بلاه يبلوه: إذا اختبره وامتحنه. مجمع البحرين: ج ١، ص ٦٠، مادة " بلا ".
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٤٣ - ٢٤٤.
٣ - السبرات: جمع سبرة - بسكون الباء - وهي شدة البرد. مجمع البحرين: ج ٣، ص ٣٢٢، مادة " سبر ".
٤ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤٨٥، س ٤.
٥ - الخصال: ص 85، ذيل ح 12، باب 3 - ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات، وثلاث منجيات.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 251 ... » »»