التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٤٨
أجر) *: على التبليغ.
* (وما أنا من المتكلفين) *: المتصنعين، في الكافي: عن الباقر (عليه السلام) قال: لأعداء الله، أولياء الشيطان، أهل التكذيب والإنكار " قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض:
أما يكفي محمد (صلى الله عليه وآله) أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا؟
فقالوا: ما أنزل الله هذا وما هو إلا شئ يتقوله، يريد يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد (صلى الله عليه وآله) أو مات لننزعنها من أهل بيته، ثم لا نعيدها فيهم أبدا (1).
وفي التوحيد: عن الرضا (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن المسلمين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله):
لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كنت لألقى الله تعالى ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا، وما أنا من المتكلفين (2).
وفي الجوامع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم (3).
وفي الخصال: عن الصادق (عليه السلام) عن لقمان مثله (4).
وعنه (عليه السلام): ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوي ويقول: سلوني، ولعله لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار (5).
وفي مصباح الشريعة: عنه (عليه السلام) قال: المتكلف: مخطئ وإن أصاب، والمتكلف: لا يستجلب في عاقبة أمره إلا الهوان، وفي الوقت إلا التعب والعناء والشقاء والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق، وهما جناحان بهما يطير المتكلف وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من، شعار المتقين، المتكلف في أي باب كان، قال الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله): " قل ما أسئلكم عليه

١ - الكافي: ج ٨، ص ٣٧٩، ح ٥٧٤.
٢ - التوحيد: ص ٣٤١ - ٣٤٢، ح ١١، باب ٥٥ - المشيئة والإرادة.
٣ - جوامع الجامع: ج ٣، ص ٤٤٥، س ١٢.
٤ - الخصال: ص ١٢١، ح ١١٣، باب ٣ - العلامات الثلاث.
٥ - الخصال: ص 352 - 353، ذيل ح 33، باب 7 - سبعة من العلماء في النار.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 251 253 254 255 ... » »»