العظيم (1).
وسئل (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله) أنا ابن الذبيحين؟ قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم (عليه السلام) فلما بلغ معه السعي وهو لما عمل مثل عمله: " قال يبنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يأبت افعل ما تؤمر " ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت " ستجدني إن شاء الله من الصبرين " فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم، بكبش أملح، يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد، ويبول في سواد، ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما، وما خرج من رحم أنثى، وإنما قال الله له: " كن فيكون " (2) فكان ليفتدي به إسماعيل، فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين، ثم ذكر قصة الذبيح الآخر (3)، ثم قال: والعلة التي من أجلها دفع الله عز وجل الذبح، عن إسماعيل، هي العلة التي من أجلها دفع الله الذبح عن عبد الله، وهي كون النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في صلبهما فببركة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) دفع الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره