ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرت مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود 27 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور 28 * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرت مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد) *: أي ذو جدد، أي خطط وطرائق.
* (بيض وحمر مختلف ألوانها) *: بالشدة والضعف.
* (وغرابيب سود) *: ومنها غرابيب متحدة اللون، والغربيب تأكيد للأسود، وحقه أن يتبع المؤكد، قدم لمزيد التأكيد لما فيه من التأكيد باعتبار الإضمار والإظهار.
* (ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) *: كاختلاف الثمار والجبال.
* (إنما يخشى الله من عباده العلماء) *: إذ شرط الخشية معرفة المخشى، والعلم بصفاته وأفعاله، فمن كان أعلم به كان أخشى منه، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله): إني أخشاكم لله وأتقاكم له (1).
* (إن الله عزيز غفور) *: تعليل لوجوب الخشية لدلالته على أنه معاقب للمصر على طغيانه، غفور للتائب من (2) عصيانه.
في المجمع: عن الصادق (عليه السلام) يعني بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفي الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله (3).
وفي الكافي: عن السجاد (عليه السلام) وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله