التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٢٢
والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزوجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتب إن ذلك على الله يسير 11 وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 12 * (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزوجا) *: ذكرانا وإناثا.
* (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) *: إلا معلومة له.
* (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتب) *: القمي: يعني يكتب في كتاب، قال: وهو رد على من ينكر البداء (1).
وفي الجوامع: قيل: معناه لا يطول عمر ولا ينقص إلا في كتاب، وهو أن يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقى إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له، وإليه أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: إن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الأعمار (2).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله عز وجل ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين (3). والأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا (4).
* (إن ذلك على الله يسير) *: إشارة إلى الحفظ والزيادة والنقص.
* (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٠٨، س ١١.
٢ - جوامع الجامع: ج ٣، ص ٣٦٩، س ١٠.
٣ - الكافي: ج ٢، ص ١٥٢ - ١٥٣، ح ١٧، باب صلة الرحم. ٤ - انظر الخصال: ص 32، ح 112، باب الواحد، وص 124، ح 119، باب الثلاثة، وص 88، ح 21، باب الثلاثة، وغير ذلك.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»