التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١١٤
قيل: لعله لم يرد خصوصية الأعداد، ونفي ما زاد عليها لما روي عنه (عليه السلام) أنه رأى جبرئيل (عليه السلام) ليلة المعراج وله ستمائة ألف جناح (1).
أقول: ولعله إلى ذلك أشير بقوله تعالى: " يزيد في الخلق ما يشاء " (2).
وفي الإكمال: عنه (عليه السلام) إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له: دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح، ما بين الجناح والجناح هواء، والهواء كما بين السماء والأرض (3).
والقمي: عن الصادق (عليه السلام) قال: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) جبرئيل (عليه السلام)، وله ستمائة جناح، على ساقه الدر مثل القطر على البقل قد ملأ ما بين السماء والأرض، وقال: إذا أمر الله عز وجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى في السماء السابعة والأخرى في الأرض السابعة، وأن لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: إن لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير، وقال: إن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون، وإنما يعيشون بنسيم العرش، وأن لله عز وجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وأن لله عز وجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من شئ مما خلق الله عز وجل أكثر من الملائكة، وأنه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يأتون أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون الحسين (عليه السلام) فيقيمون عنده فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء، ثم لا يعودون أبدا (4).
وقال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله عز وجل خلق إسرافيل وجبرائيل وميكائيل (عليهم السلام)، من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع، والبصر، وجودة العقل، وسرعة الفهم، وقال أمير

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٦٦، س ١٨. وفيه: " ستمائة جناح " كما ورد في الكشاف:
ج ٣، ص ٥٩٥، " أنه (صلى الله عليه وآله) رأى جبرئيل (عليه السلام) ليلة المعراج وله ستمائة جناح ". وفي مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤٠٠، س ١١، نفس الرواية موجودة عن ابن عباس " وان له ستمائة جناح ". إذن ما ذكره (قدس سره) من ستمائة ألف جناح قد يكون سهوا من قلمه أو من النساخ.
٢ - فاطر: ١.
٣ - إكمال الدين وإتمام النعمة: ص ٢٨٢، ح ٣٦، باب ٢٤ - ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في النص على القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام).
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 206، س 8.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 111 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»