التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٩٥
(41) ربنا اغفر لي ولوالدي (1).
العياشي عن أحدهما عليهما السلام قال آدم وحواء وقرئ ولولدي ونسبها في الجوامع إلى أهل البيت عليهم السلام.
والقمي إنما نزلت ولولدي إسماعيل وإسحق.
والعياشي عن أحدهما عليهما السلام إنه كان يقرء ربنا اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق.
وعن الباقر عليه السلام إنه سئل عنها فقال هذه الكلمة صحفها الكتاب إنما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال ربنا اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحق وللمؤمنين يوم يقوم الحساب يوم القيامة.
(42) ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وعيد للظالم وتسلية للمظلوم إنما يؤخرهم يؤخر عذابهم ليوم تشخص فيه الابصار.
القمي قال تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنم لا يقدرون أن يطرفوا.
(43) مهطعين مسرعين إلى الداعي أو مقبلين بأبصارهم لا يطرفون هيبة وخوفا والإهطاع الإقبال على الشئ مقنعي رؤسهم رافعيها (2) لا يرتد إليهم طرفهم بل بقيت عيونهم شاخصة لا تطرف وأفئدتهم هواء قيل خلاء أي خالية عن العقول لفرط الحيرة والدهشة لا قوة لها ولا جرأة ولا فهم.
والقمي قال قلوبهم يتصدع من الخفقان

1 - واستدل أصحابنا بهذا على ما ذهبوا إليه من أن أبوي إبراهيم عليه السلام لم يكونا كافرين لأنه إنما يسأل المغفرة لهما يوم القيامة فلو كانا كافرين لما سأل ذلك لأنه قال فلما تبين له انه عدو الله تبرأ منه فصح ان أباه الذي كان كافرا إنما هو جده لامه أو عمه على الخلاف فيه ومن قال إنما دعا لأبيه لأنه كان وعده ان يسلم فلما مات على الكفر تبرأ منه على ما روي عن الحسن فقوله فاسد لان إبراهيم إنما دعا بهذا الدعاء بعد الكبر وبعد ان وهب له إسماعيل واسحق وقد تبين له في هذا الوقت عداوة أبيه الكافر لله فلا يجوز ان يقصده بدعائه مجمع البيان 2 - أي رافعي رؤوسهم إلى السماء حتى لا يرى الرجل مكان قدمه من شدة رفع الرأس وذلك من هول يوم القيامة م‍ ن
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست