التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٩٨
إن الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه بلى وليخلقن خلقا من غير فحول ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلهم أليس الله يقول يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وقال الله أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد وبرزوا (1) لله الوحد القهار لمحاسبته ومجازاته.
(49) وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد.
القمي قال مقيدين بعضهم إلى بعض قيل ولعله بحسب مشاركتهم في العقائد والأخلاق والأعمال.
(50) سرابيلهم قمصانهم من قطران وهو ما يطلى به الإبل الجربى فيحرق الجرب والجلد وهو أسود منتن تشتعل فيه النار بسرعة وقرئ من قطران والقطر النحاس والصفر المذاب والاني المتناهي حره وتغشى وجوههم النار خص الوجوه لأن الوجه أعز موضع في ظاهر البدن وأشرفه كالقلب في باطنه ولذلك قال تطلع على الأفئدة ولأنهم لم يتوجهوا بها إلى الحق ولم يستعملوا في تدبره مشاعرهم وحواسهم التي خلقت لأجله كما تطلع على أفئدتهم لأنها فارغة عن المعرفة مملوة بالجهالات.
القمي عن الباقر عليه السلام سرابيلهم من قطران قال هو الصفر الحار الذائب يقول الله إنتهى حره وتغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار.
وعن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال جبرئيل عليه السلام لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه.
وفي نهج البلاغة وألبسهم سرابيل القطران ومقطعات النيران في عذاب قد

1 - أي يظهرون من أرض قبورهم للمحاسبة لا يسرهم شئ وجعل ذلك برزوا لله لان حسابهم معه وان كانت الأشياء كلها بارزة له لا يسرها عنه شئ م‍ ن.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست