التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٩٤
القيامة فهناك وجب الحج على جميع الخلايق والتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم عليه السلام يومئذ بالحج.
وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام إنه نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم.
وزاد العياشي فقال آل محمد آل محمد صلوات الله عليهم ثم قال إلينا إلينا.
(38) ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن تعلم سرنا كما تعلم علانيتنا والمعنى إنك أعلم بأحوالنا ومصالحنا وأرحم بنا منا بأنفسنا فلا حاجة لنا إلى الطلب لكنا ندعوك إظهارا لعبوديتك وافتقارا إلى رحمتك واستعجالا لنيل ما عندك.
في الكافي عن الصادق عليه السلام إن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ولكنه يحب أن يبث إليه الحوائج فإذا دعوتم فسموا حاجتكم وما يخفي (1) على الله من شئ في الأرض ولا في السماء لأنه العالم بعلم ذاتي يستوي نسبته إلى كل معلوم ومن للاستغراق.
(39) الحمد لله الذي وهب لي على الكبر أي وهب لي وأنا كبير السن آيس عن الولد قيد الهبة بحال الكبر استعظاما للنعمة وإظهارا لما فيه من الآية إسماعيل وإسحق قيل إنه ولد له إسماعيل لتسع وتسعين وإسحاق لمأة واثنتي عشر سنة إن ربى لسميع الدعاء أي لمجيبه من قولك سمع الملك كلامي إذا اعتد به وفيه إشعار بأنه دعا ربه وسأل منه الولد فأجابه حين ما وقع اليأس منه.
(40) رب اجعلني مقيم الصلاة معدا لها مواظبا عليها ومن ذريتي وبعض ذريتي ربنا وتقبل دعاء عبادتي

1 - إنما هو اخبار منه سبحانه بذلك وابتداء كلام من جهته لا على سبيل الحكاية عن إبراهيم بل هو اعتراض عن الجبائي قال ثم عاد إلى حكاية كلام إبراهيم عليه السلام فقال الحمد لله آه م‍ ن
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست