والعياشي عن الباقر عليه السلام الثوب والشئ الذي لم تسأله إياه أعطاك ولعل المراد بما سألتموه ما كان حقيقا بأن يسأل سئل أو لم يسأل وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها لا تعدوها ولا تطيقوا حصر أنواعها فضلا عن إفرادها.
في الكافي عن السجاد عليه السلام إنه إذا قرأ هذه الآية يقول سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمة إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم إنه لا يدرك فشكر تعالى معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين إنهم لا يدركونه فجعله إيمانا علما منه أنه قد وسع العباد فلا يتجاوز ذلك فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته وكيف يبلغ مدى عبادته من لأمدى له ولا كيف تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا إن الانسان لظلوم للنعمة لا يشكرها كفار يكفرها.
(35) وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد بلد مكة آمنا ذا أمن لمن فيها قد سبق بيانه في سورة البقرة واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام.
العياشي عن الصادق عليه السلام أنه أتاه رجل فسأله عن شئ فلم يجبه فقال له الرجل فإن كنت ابن أبيك فإنك من أبناء عبدة الأصنام فقال له كذبت إن الله أمر إبراهيم عليه السلام أن ينزل إسماعيل بمكة ففعل فقال إبراهيم عليه السلام رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما ولكن العرب عبدة الأصنام وقالت بنو إسماعيل هؤلاء شفعاؤنا وكفرت ولم تعبد الأصنام.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم عليه السلام لا ينال عهدي الظالمين أي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله إن لشرك لظلم عظيم فلما علم إبراهيم إن عهد الله بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام وفي الأمالي عن النبي صلى الله عليه وآله ما يقرب منه وقال في آخره فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي