التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
أبلغ فإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة وإن الذاهب بغير إذن ليس كل تنبيها على كونه مصداقا لصحة الأيمان ومميزا للمخلص عن المنافق وتعظيما للمجرم فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ما يعرض لهم من المهام وفيه أيضا مبالغة وتضييق للأمر فأذن لمن شئت منهم تفويض للأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واستغفر لهم الله بعد الأذن فإن الاستيذان ولو لعذر قصور لأنه تقديم لأمر الدنيا على أمر الدين إن الله غفور لفرطات العباد رحيم لتيسير.
القمي نزلت في حنظلة بن أبي عياش وذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد فأستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقيم عند أهله فأنزل الله عز وجل هذه الآية فأذن لمن شئت منهم فأقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله رأيت الملائكة تغسل الحنظلة بماء المزن في صحائف فضة بين السماء والأرض فكان سمي غسيل الملائكة.
(63) لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا القمي قال لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضا.
وعن الباقر عليه السلام قال يقول لا تقولوا يا محمد ولا يا أبا القاسم لكن قولوا يا نبي الله ويا رسول الله.
وفي المناقب عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام لما نزلت هذه الآية هبت رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قولي يا أبة فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب قد يعلم الله الذين يتسللون منكم يخرجون قليلا قليلا من الجماعة لواذا ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتى يخرج أو يلوذ بمن يؤذن فينطلق معه كأنه تابعه فليحذر الذين يخالون عن أمره.
القمي أي يعصون أمره أن تصيبهم فتنة محنة في الدنيا القمي بلية أو يصيبهم عذاب أليم قال قال القتل.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 » »»
الفهرست