التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٨٤
(49) فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله بالهجرة إلى الشام وهبنا له إسحق ويعقوب بدل من فارقهم من الكفرة وكلا جعلنا نبيا.
(50) ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا قيل الرحمة النبوة والأموال والأولاد وهي عامة في كل خير ديني ودنيوي ولسان الصدق الثناء الحسن عبر باللسان عما يوجد به كما يعبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية والعلي المرتفع فإن كل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه وعلى ذريته ويفتخرون به وهي إجابة لدعوته حيث قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين.
والقمي عن الزكي عليه السلام ووهبنا لهم يعني لإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام من رحمتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وجعلنا لهم لسان صدق عليا يعني أمير المؤمنين.
وفي الكافي عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خير من المال يأكله ويورثه.
(51) واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا موحدا أخلص عبادته عن الشرك والرياء وأسلم وجهه لله وقرئ بفتح اللام أي أخلصه الله وكان رسولا نبيا قيل أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع أنه أخص وأعلى.
في الكافي عن الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية ما الرسول وما النبي فقال النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك.
(52) وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا مناجيا تقريب تشريف شبهه بمن قربه الملك لمناجاته.
(53) ووهبنا له من رحمتنا أخاه معاضدة أخيه وموازرته إجابة لدعوته واجعل لي وزيرا من أهلي فإنه كان أسن من موسى عليه السلام هارون نبيا في الإكمال عاش موسى عليه السلام مأة وستة وعشرين سنة وعاش هارون مأة وثلاثة وثلاثين سنة.
(54) واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست